أكثر من 60 فناناً شاركوا فيه.. تجارب جديدة في المعرض التشكيلي السنوي بالبصرة

منصة 2022/05/15
...

  البصرة: صفاء ذياب
أفتتح مساء يوم الخميس الماضي المعرض السنوي لجمعيَّة التشكيليين في مدينة البصرة بمشاركة أكثر من 60 فناناً، اختلفت أعمالهم بين الرسم والنحت والخزف، المعرض الذي أقيم في قاعة الجمعية، شاركت فيه أعمال اختلفت بمستوياتها حسب آراء الحضور الذي امتلأت فيه قاعة الجمعيَّة، فكانت بعض الأعمال تمثل نماذج مهمة في الفن التشكيلي البصري، في حين كانت هناك أعمال لا تستحق المشاركة في معرضٍ يمثل خلاصة تجربة هذه المدينة.
 
وهو ما نراه مع كل عام في مثل هذا المعرض، غير أنه بشكل أو بآخر يقدّم هذه التجارب المختلفة التي يشكّل بعضها مرحلة مهمَّة من تشكيل المدينة وبعضها الآخر ربّما لا يسمح لفنانيه بالمشاركة مرّة أخرى في معارض 
الجمعيَّة.
وهو ما أكّده الفنان أحمد السعد؛ رئيس جمعية التشكيليين في مدينة البصرة، الذي قال في حديث خاص لصحيفتنا إنَّ هذا المعرض تقليدٌ في جمعية التشكيليين العراقيين في البصرة، إذ يقام سنوياً في هذا مثل الموعد، وهو فرصة لأعضاء الجمعية، فضلاً عن قبول أعمال من خارج أعضاء الجمعية، فهذا المعرض مخصّص للأعضاء المشاركين في الجمعية، لكن إذا قُدّم عمل جيّد لفنان ليس عضواً في الجمعية يتمُّ التصويت عليه والموافقة على إشراكه في هذا المعرض، وهذا يعد تزكية لهذا الفنون للدخول إلى جمعية التشكيليين.
 
ماهية المعارض الجماعية
ويبين السعد أنَّ المعارض الجماعية تبرز تجارب كثيرة للفنانين، فكلُّ فنان يقدّم عملاً جديداً يمثّل خلاصة تجربته الفنية، على الرغم من أنَّ هناك فنانين يقدّمون أعمالاً للمشاركة فحسب، غير أنَّ هذا لا ينفي وجود تجارب خاصة لفنانين مهمّين في مدينة البصرة، لاسيّما من جيل الشباب الذين تتصدّر تجاربهم المشهد الفني في المدينة، وهذا التقليد لأنَّه فرصة للمجتمع البصري أن يرى الأعمال المشاركة في أوقات مختلفة، ولأنَّ الجمعية مؤسسة ليست حكومية، فأبوابها مفتوحة في الصباح والمساء، لهذا ترى العوائل من مختلف ثقافاتها تزور الجمعية لمشاهدة الأعمال المشاركة، فضلاً عن سيّاح أجانب يزوروننا بين الحين والآخر، وينتقون ما يرونه مناسباً من الأعمال الفنية للفنانين البصريين، وهذا فتح المجال لتجارة الأعمال الفنية وانتشارها عربياً وعالمياً وإن كان بشكل ضيّق بسبب الظروف التي يمرُّ بها البلد من جانب، ومشاكل كورونا وتبعاتها على تجارة الأعمال الفنية.
هذه الزيارات المختلفة جعلت من الفنانين يخرجون من بيئتهم الضيّقة، التي كانت محصورة بين الفنانين والأدباء والمهتمين، إلى العوائل البصرية والزوار بمختلف 
توجهاتهم.
 معايير المشاركة
وفيما إذا كانت هناك معايير للمشاركة في المعرض السنوي للجمعية، يقول السعد إنّه في كلِّ معرض تشكّل لجنة من عدد فردي من خيرة الفنانين، وكان الاتفاق على العدد الفردي لكي نخرج بالأغلبية في التصويت على الأعمال المشاركة، غير أنّه في هذا المعرض لم تشكّل هذه اللجنة، لأنّه معرض سنوي وقد تأجّل كثيراً بسبب الظروف التي كانت مدينة البصرة تمرّ بها، ومن ثمَّ فهو فرصة لأيِّ فنّان يرغب بالمشاركة، وهو ما جعل الأعمال المشاركة متفاوتة في التقنيّات والجماليات المقدّمة في الأعمال المشاركة. 
ومن ثمَّ فإنَّ هذا المعرض السنوي يمثّل نوعاً من لَمِّ شمل الفنانين لتقديم نتاجاتهم للجمهور المتخصّص والمهتم بمتابعة كلّ ما هو جمالي في الفن التشكيلي.
 خطاب المعرض
وفي جواب عن تساؤلنا عن الهدف من إقامة معرض كهذا؟ 
وفيما إذ كان يبحث عن تقديم خطاب فني جديد يمثّل الشكل في الفني في المدينة؟ يجيب السعد بأنَّ تقديم الخطاب الجديد مع كلِّ معرض مهمّة الفنانين وجمعية التشكيليين، غير أنَّ هذا الخطاب يصعب تحقيقه في المعارض الجماعية، لأنَّ الفنان لا يشارك بتجربة فنية، بل بعمل واحد فقط، ومن الصعب أن تختزل تجربة لفنان ما بعمل فني واحد، ولهذا فإنَّ المعارض الجماعية لا يمكن أن تبرز تجارب مهمة، فضلاً عن ذلك لا تستطيع أن تبنى خطاباً جمالياً موجّهاً واضح المعالم، وهذه إشكالية المعارض 
الجماعية.
مضيفاً أنّه شارك في هذا المعرض ستّون فناناً شارك كلّ فنان بعمل واحد فقط، معظمها أعمال رسم، بين الزيت والأكريليك والكولاج، فضلاً عن خمسة أعمال نحتية، وعملين من 
الخزف.
 
الفن والتسويق
وكشف السعد أن هناك انفتاحاً جديداً في بيع الأعمال الفنية البصرية لمقتنين عرب وأجانب خلال المدية الماضية، وإن كانت هذه الخطوات قليلة ونادرة في بعض الأحيان، مبيناً أن هذه التجارة (الفنية) كانت رائجة في الثمانينيات والتسعينيات على الرغم من الظروف التي كان العراق يمرُّ بها، غير أنها كانت موجودة بشكل واضح، إلاَّ أن حرب العام 2003 وتغيّر النظام أوقف مثل هذه التجارة، فالظروف التي مررنا بها والأوضاع الأمنية وحروب القاعدة ومن ثمَّ داعش أنهت كل شيء.
ويضيف السعد: الأمر تغيّر الآن وإن كان بشكل ضيّق، فاستقرار الأوضاع الأمنية والتحوّلات الاقتصادية عراقية وعربياً وعالمياً فتح الباب من جديد، وهذا ما نراه نحن، حينما تراقب الوضع وأنت تعمل في هذا المجال ترى أنَّ هناك تحسناً حتّى وإن كان على نطاق ضيّق جداً. فهناك بوادر لإقبال المهتمين العرب والأجانب بالأعمال الفنية البصرية، فضلاً عن طرق التسويق التي اختلفت اليوم، فالفنان يسوّق لنفسه، من خلال مواقع بيع الأعمال الفنية، ووسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن وجود عراقيين في الدول العربية وأوروبا يروّجون للأعمال العراقية، وهناك اتفاقات مستمرة عن طريقهم، بعضهم فنانون معروفون وثقة بالنسبة للكاليرهات الدولية.