البودكاست.. راديو الانترنت

منصة 2022/05/17
...

  عفاف مطر
البودكاست هو تدوين صوتيٌّ للمحتوى المكتوب، أما أصل المصطلح فهو اختصار لكلمة الاي بود ( الجهاز اللوحي من أبل) وكلمة كاست وتعني: بث. وعند دمج الاثنتين فهو راديو الانترنت، أي البرامج الإذاعية المسجلة والمتوفرة على الشبكة العنكبوتيَّة، وتصدر بشكلٍ دوري عبر المواقع بواسطة تقنية RSS، التي تعمل على التطبيقات مثل (آيتيونز) وهو تطبيق خاصٌّ بأجهزة أبل فقط و(ستتشر) وهو تطبيق خاصٌّ بأجهزة الاندرويد.
ويختلف البودكاست عن الراديو بأنَّ الراديو يمكنك الاستماع الى برامجه أثناء البث المباشر، أما البودكاست فكل الحلقات متوفرة للمستمعين في أي وقتٍ كما يمكن للمستمعين أنْ يحملوا هذه الحلقات على أجهزتهم بصيغة (MP3)، كما يمكن لمستمعي البودكاست أنْ يشاهدوا الحلقات المسجلة وليس فقط الاستماع إليها كما الراديو. في الراديو نسمع كل البرامج السياسيَّة والاقتصاديَّة والفنيَّة وحتى المسلسلات الإذاعيَّة.. الخ، بينما البودكاست يكون عادة متخصصاً في نوعٍ واحد، بودكاست للطبخ، بودكاست للأدب، بودكاست للسياسة بودكاست للتعليم... الخ.
 
كيف تستمع الى البودكاست؟
أصحاب أجهزة الآيفون يستطيعون أنْ يستمعوا الى البودكاست عبر تطبيق الابل بودكاست، أما أصحاب أجهزة الاندرويد فيستطيعون الاستماع الى البودكاست عبر تطبيق غوغل بودكاست، ولأنَّ الحلقات متاحة في كل وقتٍ فيمكن للجميع أنْ يستمعوا الى البودكاست أثناء قيادتهم السيارة مثلاً وهم في طريقهم الى العمل أو قبل أنْ يناموا أو أي وقتٍ لا يمكنهم فيه فعل أي شيء آخر سوى الاستماع من دون التقيد بالوقت كالراديو. ولأنَّ هناك بودكاست متخصصاً في تعليم اللغات، فهو يعدُّ مصدراً تعليمياً سهلاً ومتاحاً للجميع ومجانياً، على العكس من الكتب الصوتيَّة التي يوجد منها ما هو مجاني وما هو مقابل مبلغ مادي، ويوجد بودكاست يهتم في موضوعات التنمية البشريَّة وموضوعات أخرى للتسلية والترفيه وكلٌّ حسب اهتمامه.
 
من يمكنه أن يصنع بودكاست؟
على العكس من الراديو الذي لا يعمل فيه إلا المتخصصون في مجال الإعداد والتقديم والإخراج الإذاعي ويحتاج الى محطة بث وأبراج إرسال، البودكاست لا يحتاج سوى أدوات بسيطة ويمكن لأي صاحب محتوى في أي اختصاص عمل بودكاست خاصٍّ به ويستطيع سماعه كل الناس من كل أنحاء العالم. أما بشأن منصة البث، فمنصة (Anchor) فهي مجانية ويمكن للجميع استعمالها، ليس ذلك فحسب، بل أنَّ منصة (Anchor) تعمل على نشر محتواك السمعي على كل المنصات الكبيرة مجاناً.
أما بخصوص المستلزمات المطلوبة وعلى رأسها المايكرفون، فصناع محتوى البودكاست لن يحتاجوا على الأقل في البداية الى أي مايكرفون، ذلك أنَّ أغلب مايكرفونات الموبايلات الحديثة بميزاتها المتقدمة تغني عن المايكرفون التقليدي، وأما بخصوص تعديل الصوت وتقطيعه فلن يحتاج صانع المحتوى الى مكسرٍ أو برامج معقدة ولا الى مهندس صوت بل يوجد تطبيق مجانيٌّ اسمه Audacity سهل وبسيط ويوفر لصناع المحتوى كل العمليات اللازمة لتعديل الصوت أو إدخال المؤثرات الصوتيَّة ودمجها مع صوت مقدم المادة.
 
كيف تختار البودكاست المناسب؟
بصورة عامَّة يقسم البودكاست الى أربعة أنواع:
الأول: البودكاست الحواري: وهو من أسهل أنواع البودكاست الذي من الممكن أنْ تعمل على صناعته، وواضح من اسمه أنه يعتمد على الحوار، وقد يكون الحوار بين صانع المحتوى أي المقدم والضيف أو أكثر من ضيف، وسهولة هذا النوع من البودكاست تأتي من أنَّ مقدم المحتوى لن يضطر الى الالتزام بالسكربت بصورة حرفيَّة، بل هناك مجالٌ للأسئلة الارتجاليَّة أو التطرق الى قصة أو حتى نكتة. الثاني: البودكاست الفردي: ويعدّ هذا النوع من أصعب الأنواع، لأنَّ صانع المحتوى يكتب ويعدّ السكربت وينفذه من الألف الى الياء لوحده. الثالث: بودكاست يجمع بين الحواري والفردي، كأنْ يكون موضوع الحلقة العنف الأسري، يقوم صانع المحتوى ومقدمه بالتحدث عن موضوعة العنف الأسري يذكر فيها إحصائيات أو يذكر حوادث وقصصاً ومن ثم يستضيف أحد المختصين للتحدث بعلميَّة ويشرح أكثر، وقد يستضيف أكثر من شخصيَّة، كأنْ يستضيف إحدى ضحايا العنف الأسري أو مدراء إحدى المؤسسات الحكوميَّة وهكذا. الرابع: البودكاست القصصي؛ ويختلف عن الحواري، بأنَّ الحواري يتم إجراء حوارٍ مع متخصصٍ ما في مجال ما، أما القصصي فيتم إحضار شخصيَّة ما لتحكي قصتها، وينبغي أنْ تكون قصة ملهمة في مجال الأعمال أو في الإدارة أو في الأدب .. الخ أي أنَّ الحواري يكون الموضوع هو محور الحلقة، أما في القصصي فتكون الشخصيَّة هي محور الحلقة. وبذلك فتح البودكاست طريقاً لصناع المحتوى لخوض آفاقٍ جديدة وللتجريب ولاقتحام عالمٍ كان حكراً على موظفي الإذاعات الحكوميَّة والأهليَّة.