هدى عبد الحر
ولدت السيدة سعاد شرع الإسلام في محلة العمارة العام 1944م وهي واحدة من محلات النجف القديمة الشهيرة: (البراق والمشراق والحويش والعمارة) بجوار بيت الشيخ قاسم محيي الدين وبيت آل الجواهري، إلاّ أنَّ أسرتها بعد سنة ونصف من ولادتها انتقلت إلى الكوفة حيث أكملت هناك دراستها الابتدائيَّة والثانويَّة، أمها كانت تحفظ الشعر وترويه، أما والدها فقد كان ينظمه وقد أراد لها أنْ تكون شاعرة وأديبة في بيئة تتنفّس الشعر وتعيشه حتى أنه كتب لها في أول يوم دخولها الجامعة:
وصيتي أنْ تكوني ابنة الأدب
وطالب العلم يرقي ذروة الرتب
هذا شهاري وفيك اليوم معتقدي
تطبقين شروط شرع في لقبي
أمتهن أجدادها منذ أزمنة طويلة مهنة تدريس علوم الدين واللغة وآدبها في حوزة النجف الدينيَّة. وكانت تشارك في النشاطات الثقافيَّة الطلابية منذ نعومة أظفارها وقد كان لوجودها في هذا الفضاء العلمي والمعرفي الأثر الكبير في توجيه شخصيتها نحو التعّلم والدرس بجدٍ وصبر.
درست في معهد المعلمات ببغداد وتخرجت فيه العام 1972، وعملت معلمة لسنة واحدة فقط، لكنَّ طموحها لم يتوقف عند هذا الحد، بل اجتازت بعدها امتحان السادس الإعدادي الأدبي الخارجي، لتكمل بعدها البكالوريوس في قسم اللغة العربيَّة بجامعة بغداد كلية التربية عام 1977، لتعمل بعدها في مدرسة إعداديَّة الكوفة للبنات سبع عشرة سنة متواصلة، وكانت لها أيادٍ بيضاء على أجيالٍ كثيرة، إذ عُرفت بدقتها اللغويَّة وحرصها الشديد على سلامة اللغة العربيَّة، عملت بعدها مشرفة تربويَّة مختصَّة لمدة خمس سنوات ثمّ طلبت التقاعد المبكر.
بعد 22 سنة بين التعليم والتدريس والإشراف التربوي تفرغت لرعاية والدها وأعانته لأنّه كان يعاني من شللٍ تامٍّ في أواخر عمره.
بعد وفاته التحقت بالحوزة العلميَّة لدراسة علوم اللغة في بيت العلامة محمد جعفر الكرباسي صاحب كتاب إعراب القرآن. وفي العام 2000 حصلت على درجة الاجتهاد في النحو والصرف عن رسالتها (المجازات النبويَّة للشريف الرضي إعراباً وتحليلاً بلاغياً).
أسّست مدرسة (شرع الإسلام) لدراسة النحو والصرف فانتسبت الى هذه المدرسة خريجات الدراسة الجامعيَّة (البكالوريوس والماستر) بغية الحصول على شهادة حوزويَّة، فضلاً عن تلقي المزيد من علمي النحو والصرف وهي من أصعب علوم العربيَّة وأكثرها تعقيداً.
من نتاجها المعرفي والأدبي: ديوان (شعر)، واليتيم في المثل العربي، القواعد في الخط العروضي قواعده وأصوله، تلخيص البيان في مجازات القرآن الكريم للشريف الرضي إعرباً وتحليلاً بلاغياً، المجازات النبويَّة للشريف الرضي إعراباً وتحليلاً بلاغياً، المنصوب بنزع الخافض في القرآن الكريم.
