الطعام والثقافة

ثقافة 2019/03/23
...

  حميد المختار 
 

ثمة علاقة مهمة بين الطعام والثقافة، وأنا هنا لا أقصد ثقافة الطعام والايتيكيت انما اقصد العلاقة الوطيدة بين الكتاب والفنانين والطعام والامزجة الغريبة في التعامل مع الوجبات اليومية، وثمة الكثير من القصص عن هذه الرابطة التي كثيراً ما تقول وتؤكد هذه العلاقة الحميمية بين الكاتب او الفنان وبين وجبات طعامه، اعتقد نحن في العراق والبلدان العربية سنكون معاً في تذوق المائدة اليومية وتدرج حالات الامزجة بين الرغبة الجنونية في الاكل وبين الحالات الغريبة التي يتصف بها الكثير من الكتاب والمثقفين خصوصاً كتاب وفناني الغرب، حتى وصل الامر الى ابتكار مصطلح غريب جداً يبدأ من الاعلانات المثيرة والشهية في المطاعم وصور السوشل ميديا وهي تنشر يومياً مئات الالوف من الاطباق الشهية لجميع اصناف المآكل والمشارب، لكن هذا المصطلح دمج بين رغبتين بشريتين الاولى في المعدة والثانية في الجنس وظهر الى العيان مصطلح الــ(فود بو رن) او الطعام الاباحي، وقد درج عليه الكثير من المطاعم العالمية لتأكيد حرفيات ومعاني هذا المصطلح، ونحن ايضاً كثيراً ما ننشر صوراً لموائدنا اليومية سواء موائد الافطار في شهر رمضان ام في المآدب والجلوس الجماعي في الحفلات وفي المطاعم والبيوت ولا انسى مواكب شهر محرم في العراق بشكل خاص وانت ترى الاصناف المتنوعة من الاطعمة التي توزع مجاناً للزائرين، لكنني اعتقد ان لا علاقة لنا بالامزجة المتلازمة مع موائدنا اليومية، فنحن نعود انفسنا على نوع خاص من الطعام خصوصاً الرز والمرق وعلاقة الشعب العراقي به واذا سافر العراقي سيظل باحثاً عن مطعم يقدم الرز والمرق، وكذلك الامر مع السمك وباقي المأكولات العراقية التي اصبحنا لا نستطيع الاستغناء عنها تماماً كالمصري الذي يظل يبحث عن الفول والطعمية والكشري ليس في مصر حسب وانما مختلف دول العالم، لهذا اقول لو اننا غيرنا طباعنا في الاكل والامزجة في الحب والكره ونحن نجلس امام المائدة، فالطعام قادر على ايصال المرء للنشوة مثل الجنس تماماً، ولهذا قامت المطاعم في مختلف انحاء العالم بالترويج لطعامها معتمدة على سياسة تصوير المأكولات بطريقة مثيرة وشهية الى حدود قصوى، لكن مصطلح فود بو رن الذي يعني الطعام الاباحي ليس وليد اليوم بل يعود الى العام 1984 حين كانت الكاتبة (روزلبند كوارد) اول من استخدم هذا المصطلح في احد كتبها في اشارة الى الاطعمة المصورة بطريقة جذابة ومثيرة، انه محاولة اشباع العين وبث الرغبة في مزاج المتلقي الذي يقف على ابواب المطاعم..