درويش سوري يحيي رقص المولوية في مسارح العالم

الصفحة الاخيرة 2019/03/24
...

باريس / (أ ف ب)
 يدور حاتم جمل، وهو من آخر الدراويش السوريين، على خشبات المسارح العالمية ناشراً فنّه من باريس إلى نيويورك بعيدا عن دمشق التي لم يرها منذ نزوحه القسري عنها العام 2015.
وقدم عرضا في قاعة “لا فيلارموني” أمام أكثر من ألفي شخص جذبتهم روحانية وجمالية هذا الرقص الذي يهدف إلى التواصل مع الخالق على النحو الذي يردده “كن مع الله، ترى الله معك”.
ولد فن رقص الدراويش في القرن الثالث عشر عندما أسس الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي الآتي من طشقند الطريقة المولوية الصوفية التي انبثق عنها الدراويش في قونية في جنوب تركيا الحالية.
وحركات هذا الفن الصوفي القديم لم تطرأ عليها أي تعديلات على مر الأزمنة.
ويوضح أن”الحركة الرئيسة تأتي من خلال اليد اليمنى الممدودة نحو السماء فيما اليسرى تتجه إلى الأرض.أما الوجه فيتجه أيضا نحو الأعلى ويشكل امتدادا للذراع اليمنى. من خلال هذه الحركة نقول إننا نتلقى ما يمنّ علينا به الرب من بركة وسخاء وننقله إلى البشر على الأرض”.
ويؤكد حاتم “دوراننا مرتبط ارتباطا وثيقا بالأناشيد المؤداة. فعند ذكر اسم الخالق نرفع اصبعنا، وعند الدعاء نرفع أكفّنا، وعندما يتحدث المنشد عن التواضع لله نطوي أذرعنا على الأكتاف”.
ويتميز الدروايش بزيهم الأبيض الطويل الذي يحلق حولهم عند الدوران ويعتمرون طربوشا أسطواني الشكل.
ويقول حاتم : إن”الرداء الذي قد يكون أخضر أو أسود، غالبا ما يكون أبيض ليعكس الطهارة أما الطربوش فهو يرمز بشكله إلى الحرف الأول في الأبجدية والحرف الأول من كلمة الله وهو مصنوع من وبر الجمل رمزا للقدرة على التحمل والاستمرارية ولونه الأسمر يذكر بلون التراب الذي أتينا منه ونعود إليه”.
ويؤكد حاتم أننا”ندور كما تدور الكواكب، وكما يطوف الحجاج حول الكعبة، والملائكة حول عرش الله، بالطاعة والتسبيح ومدح النبي”.
ويشكل ذلك مدعاة فرح وسعادة لحاملي “رسالة السلام والحب التي قد تجعل أعداءنا أنفسهم يحبوننا في نهاية المطاف”.