رئيس الوزراء يبدي دعمه لإنتاج فيلم «دمشق بغداد دمشق»

منصة 2022/06/08
...

  الصباح: وائل الملوك
  تصوير رغيب أموري
 
أسبوعٌ سينمائيٌّ سوريٌّ تكلَّلَ بالنجاح خلال فترة إقامته في بغداد على خشبة المسرح الوطني تحت شعار "من بغداد هنا دمشق"، بإشراف وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وبتنفيذ دائرة السينما والمسرح بالتعاون مع هيئة الإعلام والاتصالات التي رعتْ حفلَ الافتتاح وكانت اليد الداعمة والساندة لهم.
 
دعمٌ حكومي
وكان لدولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي دورُ المباركة لانعقاد المهرجان واستقبال الفنانين السوريين عبر صالة الشرف، واستقبالهم شخصياً والترحاب بهم في بلدهم الثاني العراق قبل يوم ختام المهرجان في قصر الزقورة ببغداد مساء الاثنين الماضي، بحضور وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور حسن ناظم ومدير عام دائرة السينما والمسرح الدكتور أحمد حسن موسى، والوفد السوري وهم كل من الفنان دريد لحام وأيمن زيدان والمخرج باسل الخطيب والفنانة سلمى المصري، وسوزان نجم الدين، وتخلل الزيارة تبادل الحوارات الثقافيَّة والفنيَّة بين رئيس الوزراء والوفد الفني والتأكيد على ضرورة التلاقح الثقافي والسينمائي من خلال الاستمرار بمثل هكذا مشاريع تنعش الفن والسينما.
من جانبه أبدى الوفد السوري شكره لرئيس الوزراء على الاستقبال الرسمي واهتمام الحكومة بالفنان العربي، والمسعى في دعم المهرجان والمؤسسات العراقيَّة الثقافيَّة.
وفي السياق ذاته، وجَّه دولة الرئيس بدعم مقترحٍ تقدَّمَ به مدير عام دائرة السينما والمسرح، لإنتاج فيلمٍ روائي طويل مشترك بين بغداد وسوريا تحت اسم ( دمشق بغداد دمشق)، والذي ستبدأ التهيئة له في الأيام المقبلة، وسيتم اختيار الملاك من الفنانين العراقيين والفنانين السوريين على رأسهم الفنان دريد لحام، ومن المحتمل أنْ يكون الفنان السوري باسل الخطيب مخرجاً للفيلم، حسب ما أشار له د. أحمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح خلال تصريحه لـ" الصباح" بخصوص مجريات مهرجان السينما السورية، وتوقيع البروتوكول بين دائرتي السينما والمسرح العراقية ومدير عام المؤسسة السينمائيَّة السورية التي يمثلها مراد شاهين، والتي تتضمن التبادل الثقافي الفني السينمائي مع فتح باب التعاون في إنتاج وعروض الأفلام من كلا البلدين، فضلاً عن إقامة المهرجانات والورش المختصة بالصناعة السينمائيَّة، وعلى هامش جلسة توقيع البروتوكول تم تكريم الضيوف بدرع المهرجان.
 
صالون ثقافي
وعلى هامش أسبوع الفيلم السوري، أقامت دائرة السينما والمسرح - في إحدى قاعات مسرح الرشيد - صالوناً ثقافياً يعنى بصناعة السينما السورية ونهجها ما بعد الحرب التي أخذت طابعاً مغايراً عما أنتج سابقاً من دراما سينمائيَّة، وكان في ضيافة مدير الجلسة د. أحمد جبار، المختص بالنقد السينمائي.. كلٌ من الفنان دريد لحام والفنان أيمن زيدان، الى جانب حضور مدير عام دائرة قصر المؤتمرات د. منتصر صباح الحسناوي، والضيوف الآخرون من الفنانين السوريين ونخبة من الفنانين العراقيين والإعلاميين.
وبعد الترحاب والتطرق الى أنَّ الفنان هو سفير دولته عبر استذكاره لواقعة حقيقيَّة ومقولة للرئيس جمال عبد الناصر عندما أوصاه أحد المواطنين المغاربة خلال تواجده في المغرب، بإيصال سلامه للفنان إسماعيل ياسين، ومن ثم ابتدأ الحوار بمناقشة الضيفين عن تجربتهما الفنيَّة الكبيرة الملمة بالمسرح وبالسينما والتلفزيون.
الفنان أيمن زيدان، وخلال حديثه عن تجربته، أشار الى ما تعانيه السينما وما هو الفرق بواقعها قبل الحرب وما بعدها، قائلاً: إنَّ "الاختلاف هو سببه اختلال التوازن بطبيعة الإنتاج والكم وتغيير أولويات الطروحات الفكريَّة للمجتمع، والسينما السوريَّة معروفة منذ تأسيسها في الستينيات برصانتها ومحافظتها على المنافسة، أما بعد الحرب فما تعرضنا له من حربٍ كان قاسياً لا تحيط به قسوة الكلمات، انشبت الحرب مخالبها في جسد جميع مكونات المجتمع السوري، وبسبب هذه الأحداث وجدنا أنفسنا كفنانين أمام مسؤوليات جديدة، مسؤوليات تحتم علينا التصدي لما نعانيه ونعكس ما نعيشه، لكنَّ الأهم أننا نسعى لتأسيس ذاكرة حقيقيَّة للسينما تبقى حاضرة للأجيال وتصوير ما حدث، وتكوين ذاكرة مستقبليَّة عن الأحداث التي جرتْ كي لا تتكرر، متطرقا لفيلم "دمشق حلب" للمخرج باسل الخطيب وبطولة الفنان القدير دريد لحام والدخول في تبويبات الفيلم وما يراد منه.
أما أبرز ما تحدث به الفنان دريد لحام، للحاضرين ومجيباً على أسئلة الفنانين، قائلاً: "إنني لم أتغير فأنا كما أنا، لكنَّ الثيمة التي دخلنا لها وعشناها هي من تغيرت، وهدفنا هو أنْ نتحدث عن الواقع وما يعتاشه المجتمع"، كما أشار الى أنَّ "واحدة من المتغيرات التي جرتْ على الفن السينمائي وجعلته أكثر اختزالاً من ذي قبل، هو غياب صالات السينما التي كانت كثيرة في سوريا إلا واحدة وهي مخصصة لمن يمتلك الدخل المادي الجيد، بعكس ما كان سابقاً وعدَّ السينما ثقافة الفقراء ومن يمتلك دخلاً بسيطاً جداً يستطيع دخولها ومشاهدة الأفلام".
 
جولة ثقافيَّة
واستقبل رواد شارع المتنبي وأصحاب المحال، الوفد الفني السوري خلال جولة ثقافيَّة أثناء حضورهم لمشاهدة شارع المتنبي وشارع الرشيد، وأخذ محبيهم من الحاضرين صوراً مع الفنانين، ليثير تمثال الشاعر المتنبي ومكان الشارع إعجاب المخرج باسل الخطيب، الذي تحدث قائلاً: "جميلٌ جداً أنْ أشاهد في واحدة من أبرز العواصم العربيَّة بغداد شارعاً ثقافياً يحمل اسم أبرز الشعراء وذا صناعة أثريَّة وعميقة في فلسفتها الجماليَّة، فالترتيب البنياني واختيار الألوان ووجود أبرز المقاهي التي زينت جدرانها صورٌ لكبار الرؤساء وملوك هذا البلد الجميل، فضلاً عن مثقفيه وفنانيه، دليلٌ على العمق الثقافي والفكري الذي يحمله أبناء الشعب العراقي".
 
متحف تاريخي وإعلامي
كما زار ضيوف بغداد، المتحف الوطني العراقي واطلعوا على أهم المخطوطات والآثار الحضاريَّة لبابل وسومر وأكد، تلته زيارتهم الى شبكة الإعلام العراقي ومتحف الإعلام، وكان في استقبالهم مدير عام شبكة الإعلام العراقي الدكتور نبيل جاسم الذي عرَّفَ بدور الشبكة وانتمائها للدولة العراقيَّة وعدد القنوات التي تبث بمختلف لغات ومكونات الشعب العراقي، بحضور د. علاء حطاب أحد أمناء الشبكة، ومدير عام دائرة السينما والمسرح د. أحمد حسن موسى، وبعض المدراء والملاكات الإعلاميَّة في الشبكة.
 
آراءٌ فنيَّة
المخرج نزار شهيد الفدعم، قال إنَّ "أسبوع الفيلم السينمائي السوري" أشبه بفراشات الورد والشوق تتطاير في سماء المسرح الوطني، وكان القلب ينثر حبه على ضيوف العراق من فناني سوريا، الجميع كان يتسابق في التعبير عن مشاعره، فالشام في بغداد هي مناسبة نحاول أنْ نردَّ ولو بالقليل من خيرها، كونها احتضنتنا نحن العراقيين وطوقتنا بالحب وفتحت لنا حدودها وأحضانها في أصعب الأيام التي مررنا بها، مستذكراً قصيدة للشاعر الراحل مظفر النواب "هل تعرف من هي أو ما هي دمشق؟ شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، وحسد القاهرة وحلم عمان وضمير مكة المكرمة وغيرة قرطبة ومقلة القدس ومغناج المدن".
وأشار الفدعم خلال حديثه، الى أنَّ "الأفلام الروائية الطويلة (الشام حلب، والفطور الأخير، وغيوم داكنة، والظهر إلى الجدار) الى جانب مجموعة من الأفلام القصيرة، قربتْ لنا الصورة الحقيقيَّة لسوريا اليوم بعدما صارت سوريا الأمس حلماً ضاع بين أقدام الإرهابيين القتلة وتجار الحروب والسوق السوداء، الأفلام قاربت بتصوير الحالة التي يعيشها المواطن السوري والظروف الصعبة التي يمرُّ بها وفي بعض الخطوط الدراميَّة لامست الجراح بوجعٍ وعزفت عليه حتى ترسم الطريق للمستقبل.
بينما عبر المخرج ملاك عبد علي، عن سعادته بمهرجان "أسبوع الفيلم السوري" وبما قدِّمَ من أفلام، وعن حزنه؛ لأنَّ الأسبوع انتهى سريعاً، قائلاً: "استمتعنا بمشاهدة السينما السورية وإنتاجاتها وقريباً سنشاهد أفلاماً عراقيَّة عبر مهرجان (أيام السينما العراقية) الذي سيقام قريباً".
 
بغداد السلام
الفنان دريد لحام، والفنانة سلمى المصري، وسوزان نجم الدين، عبروا عن سعادتهم وهم في أحضان بغداد السلام، وأنَّ هذه الأيام ستُخلَّدُ في الذاكرة، وسننقلها الى قلوب سوريا ليعلموا عن جمال بغداد وطيبة شعبها، وقدموا شكرهم للقائمين على نجاح المهرجان واستضافتهم لنا وتكريمنا، وأننا بانتظاركم في أسبوع ثقافي في دمشق المحبة للجميع.