أوركسترا {زهرة} تحطِّمُ قيودَ طالبان

الصفحة الاخيرة 2019/03/25
...

كابول / ا ف ب
قبل خمس سنوات، شُكلت في أفغانستان أوركسترا فريدة من نوعها تضم الإناث فقط، وهي دولة حظرت فيها الموسيقى لسنوات ومنعت النساء من التعليم، حتى فترة قريبة. والآن تزور أوركسترا "زُهرة" المملكة المتحدة لأول مرة.
ولا أحد يدعي أنه قُضي على نفوذ طالبان بشكل كامل في أفغانستان. فالعنف مستمر. لكن قبل عقدين من الزمن، كان إنشاء المعهد الوطني للموسيقى في أفغانستان أمرا لا يمكن تصوره.
وتأسس المعهد في عام 2008 بدعم دولي لتوفير التعليم الموسيقي للشباب الأفغان. وقبل ذلك بوقت بسيط كانت العاصمة الأفغانية كابول قد تحررت أخيرا من قبضة حركة طالبان.
وفي سنوات طالبان، اختفت الموسيقى التي كانت ذات يوم جزءا مزدهرا وغنيا في الثقافة الأفغانية ومحط إعجاب العالم بأسره.واليوم في كابول، يعلم المعهد الوطني للموسيقى المهارات الموسيقية لنحو 250 من الشبان والشابات. هذا الرقم على وشك أن يرتفع إلى 320 وهناك خطط للتوسع في مدن مثل هيرات ومزار الشريف وجلال آباد.
ويأتي نحو 70 بالمئة من الشباب في المعهد من خلفيات متواضعة. اعتاد البعض على العمل في الشوارع لبيع الخضراوات أو الأكياس البلاستيكية أو العلكة لدعم أسرهم. وتتراوح أعمارهم بين 12 و 20.ولكن قبل خمس سنوات، قام أحدهم بحث مؤسس المعهد الدكتور أحمد سارماست على بدء مشروع جديد تستفيد منه الفتيات على وجه التحديد.ويضيف سارماست " سميت الأوركسترا باسم "زهرة" تيمنا بإلهة الموسيقى عند الفرس. ويقول الدكتور سارماست إنه سعيد لأنه يصنع لنفسه اسما في مكان آخر، ولكن قبل كل شيء، يرسل رسالة المساواة بين الجنسين إلى الأفغان الآخرين.ويضيف أن "زُهرة تبدع نغما رائعا ولكنها أيضا رمز لحرية النساء الأفغانيات. هذه هي الرسالة التي ننشرها حول العالم".والموسيقى المنجزة هي مزيج من الموسيقى الأفغانية التقليدية والغربية الكلاسيكية.  وتقود الفرقة للمقطوعات الأفغانية، نيجين خبالواك، التي تبلغ من العمر 22 عاما، وهي من أكبر الموسيقيات سنا في المجموعة. وقد التحقت نيجين بالمعهد بعد وقت قصير من افتتاحه، ولم يكن لديها أي فكرة حول قيادة الفرقة الموسيقية، وقدمت عروضا في دبي والولايات المتحدة والهند وألمانيا وسويسرا.وتقول: "ما أحبه في زُهرة هو أنها تشبه في بعض النواحي الأوركسترا التقليدية للغرفة الغربية، ولكن لديها أيضا هذه الآلات الأفغانية الرائعة".