غفران حداد
مع ذكرى ميلاد المطرب عبد الحليم حافظ ، يوم 21 حزيران من كل عام يصادف أيضا ذكرى وفاة الفنانة سعاد حسني التي رحلت عام 2001 ، عن عمر 58 عاماً، إثر سقوطها من شرفة المنزل الذي كانت تقطنه في الطابق السادس من مبنى «ستوارت تاور» في لندن، تاركة وراءها تاريخاً فنياً حافلا، أمتعتنا به خلال مشوارها الفني بعددٍ كبيرٍ من الشخصيات الفنيَّة.
شخصيات فنية خالدة
من الأعمال التي لا تزال عالقة في ذاكرة محبيها بدور «نعيمة» أول أدوارها السينمائيَّة أمام محرم فؤاد في فيلم «حسن ونعيمة» والتي أدت فيه دور الفتاة الريفيّة التي تضطر للهرب بعد رفض والدها زواجها من مغنواتي، هذا الدور أُسنِدَ لها من قبل كاتب الفيلم عبد الرحمن الخميسي الذي اكتشف موهبتها منذ كانت طفلة صغيرة وهو صديق زوج أمها عبد المنعم حافظ، أيضاً شخصيَّة «سلوى» قدمتها في فيلم «للرجال فقط» وقد جسدت سعاد حسني دور مهندسة تتنكر مع صديقتها في زي للرجال للعمل في الصحراء، كذلك قدمت شخصيَّة «سميحة» في فيلم «إشاعة حب» أمام الفنان عمر الشريف، كانت تجسد شخصيَّة مراهقة تقع في غرام ابن عمها الخجول وقدمت ذات اسم الشخصية في فيلم «صغيرة على الحب» أمام الفنان رشدي أباظة التي تتنكر في زي طفلة صغيرة لكي تدخل المجال الفني عبر مسابقة، أما أشهر أدوارها فكانت شخصية «زوزو» في فيلم «خلي بالك من زوزو» شاركها البطولة الفنان حسين فهمي، وهي الطالبة الجامعيَّة التي تواجه تحديات أهلها التي تنتمي لشارع محمد علي.ولم ينس الجمهور دورها في شخصية «فاطمة» في فيلم «الزوجة الثانية» أمام الفنان شكري سرحان، كانت الخادمة التي يطمع عمدة إحدى القرى في الريف المصري بها فيجبر عامله على تطليقها ويتزوجها جبراً، من خلال تهديده بتلفيق تهمة له، ولكنها تستخدم الحيلة في إبعاده عنها وتستمر علاقتها بزوجها، وينتهى الفيلم بإصابة العمدة بالشلل عند علمه بحملها ويموت، فتعيد الزوجة الحقوق لأصحابها.تمكنت سعاد حسني من بقائها في القمة على مدى مسيرتها الفنيَّة وتميَّزت بين أدوار الاستعراض والشقاوة الى جانب عدة شخصيات دراميَّة في أفلام سياسيَّة واجتماعيَّة لتتربع على قلوب محبيها ولا تزال في مخيلتهم (السندريلا) الجميلة رغم رحلة المرض والعلاج الطويلة التي غيَّرت من ملامحها وزادت من وزنها وأبعدتها عن الوسط الفني.ولدت سعاد حسني في السادس والعشرين من كانون الثاني عام 1943، في حي البولاق أبو العلا في محافظة القاهرة، نشأت في أسرة فنيَّة متعددة المواهب فوالدها الخطاط الشهير محمد حسني البابا، وتعود أصولها الى سوريا وقد انتقل والدها منها الى مصر عام 1912 ليعمل في ما بعد خطاطاً في المعهد الملكي للخط العربي، وكان ترتيب سعاد بين أشقائها الـ16 رقم 10, وبعد انفصال والديها عاشت مع والدتها وزوج أمها.على الرغم من حياة سعاد حسني المهنيَّة الناجحة لكنها كانت مليئة بالأحزان والألغاز انتهت بلغز وفاتها، ولم يكشف السر هل هو قتل أم انتحار؟، على الرغم من أنَّ شقيقة الراحلة جانجاه عبد المنعم، كانت تؤكد أنها لم تنتحر ولاتزال تبحث عن حقها في القضاء المصري.
آخر أعمالها
كان آخر افلام سعاد حسني قبل سفرها الى لندن للعلاج، فيلم «الراعي والنساء» 1991، شاركتها البطولة يسرا وأحمد زكي، إخراج علي بدرخان، ولكن آخر أعمالها في مشوارها الفني، العمل الإذاعي الشعري (عجبي) من رباعيات الشاعر المصري صلاح جاهين، سجلته بصوتها لصالح إذاعة (بي بي سي) العربيَّة في لندن، وأيضاً تلتها تسجيل قصيدة «وقّف الشريط» لصلاح جاهين أيضاً كدعمٍ منها للشعب الفلسطيني إبَّان انتفاضة الأقصى.
جوائز وتكريمات
حصدت السندريلا الكثير من الجوائز في حياتها واختار النقاد (8) أفلام من أعمالها لتكون ضمن قائمة أفضل (100) فيلم خلال القرن العشرين، منها جائزة أفضل ممثلة من المهرجان القومي الأول للأفلام الروائية عام 1971 عن فيلم «شروق وغروب»، وجائزة وزارة الإعلام المصريَّة عن أفضل ممثلة في مسلسل (هوَّ وهيَّ)، أيضاً شهادة تقدير من الرئيس الأسبق المصري أنور السادات لمناسبة عيد الفن عام 1971 لعطائها الفني، وجائزة من وزارة الثقافة المصريَّة خمس مرات عن أدوارها في أفلام (أين عقلي، الكرنك، شفيقة ومتوَّلي، موعد على العشاء، وحب في الزنزانة).
أزواج سعاد حسني
تزوجت السندريلا أكثر من مرة، في العام 1966 تزوجت من المصور والمخرج صلاح كرم واستمر الزواج عامين فقط، ثم تزوجت من المخرج علي بدرخان واستمر الزواج 11عاماً، ثم تزوجت من الممثل زكي فطين عبد الوهاب ابن الممثلة ليلى مراد ولم يستمر الزواج كثيراً بسبب رفض مراد هذه الزيجة لفارق السن بين ابنها وسعاد، أما آخر زيجاتها فكانت في العام 1987 من السيناريست ماهر عواد وقد توفيت وهي على ذمته، وكان هنالك زواج سري من الفنان عبد الحليم حافظ والذي أكده الإعلامي المصري مفيد فوزي وكذلك أعلنته شقيقتها الراحلة جانجاه بعد وفاة سعاد ولكنه كان عرفياً وغير مثبت واستمر الزواج ست سنوات ليتم الانفصال عام 1965.