حوار مع مبدعين عراقيين

منصة 2022/06/15
...

  ا.د. عقيل مهدي يوسف
 
في كتابه الموسوم {الرهان على سؤال الثقافة} يقيم الناقد  جبار البهادلي حواراتٍ مع نخبة من الادباء والمثقفين العراقيين مثيراً معهم قضايا إشكالية عن الحداثة والبنيوية والمذاهب الفنية والأبعاد التشكيلية والتجريبية في المسرح.. وربط علاقاتها الجمالية مع التنمية الاجتماعية والسياسية وقضايا الترجمة وسواها. 
فاضل ثامر يختزل طرائق الدفاع عن الثقافة حين يستذكر ما قدموه مع رفاقه في (السجن) احتفالية بشكسبير وموليير، ومن ثم يتابع البهادلي حواره ليؤشر له (فاضل ثامر) نقطة مفصلية في حسم موقفه الثقافي، بعيداً عن الأيديولوجيا السياسية وإن بقي ملتزمًا بثوابته الماركسية في (النقد)، لينغمر بخطابات الالسنية والشكلانية الروسية ومدرسة براغ وبنيوية (جولدمان) التكوينية. 
أو ما جرته (العولمة) من مثاقفات كونية مهتدية بأطياف لوكاش وباختين وبارت وتودوروف وجريماس ولوتمن، ثم ينعطف الحوار مع د. نادية العزاوي: ترى أن الثقافة الرصينة باتت تعاني من الغربة في عالمنا مع أن (النقد) اتخذ اتجاهات فلسفية ودينية واجتماعية ومسرحية (..)، لتقوم برصد الفرادة في الرؤيا والأداء والمنهج، وتقوم بذكر منجزات الطاهر والمطلبي وثامر وكاتب هذه السطور وآخرين. وهي تطالب بمقترحها لتفعيل الحوار المعرفي والجمالي بين المؤلف والنص والناقد والتأكيد على عملية الانزياحات والهوية الاجناسية المنفتحة على قراءات مختلفة. ويرى (صالح زامل) أننا لا نتجرأ على نقد مؤسساتنا. جمال جاسم: يشخص شيوع فوضى شعرية ويطالب بإعادة تداول مفهوم القصيدة المغايرة وفعالية التلقي. فالنقد كما يراه الغذامي هو (كتابة ضد الكتابة). 
طهمازي يركب بنية الزمن (الأفقي)، لتكون القصيدة عند باشلار، وكذلك العمودي الخاص بزمن صياغتها. يرى عارف الساعدي أنه حارس لنص متوهج وقلق ويكتب رسالة الماجستير عن عدنان الصائغ، ويرى أن جوهر الحداثة غير مرتبط بزمان ومكان معينين. سامي مهدي: خرج بقصائده عن التقليد بتجريب الذات الشعرية المغايرة. نصيف فلك: يرى أن قصيدة النثر ( لعوب بعطر الشيطان)، ويتمنى ساخراً أن يقام له تمثال على هيئة رأس بصل وسبق له ان كيف نصا مسرحيا روسيا واخرجه منسجماً مع بيئة عراقية ويستذكر رامبو "لا ذنب للنحاس أن يجد نفسه بوقاً " . ويرى أن " تعاسة الوردة تكمن في امية العيون وجهل القلوب". نجاة عبدالله : ترى ما الحياة سوى أضحوكة وتعلل سبب ميلها للكتابة لأنها (تحب) متأثرة بجاك بريفير ووايت مان وابراهيم طوقان و(كزار حنتوش). وتعلن اشمئزازها من الحروب . 
- محمد مبارك: يشخص في حواره ما يسميه بخمول الثقافة وذهول المثقف، محللا برؤيته الفلسفية خطابه المعرفي. ويعرج على (الاحتلال الكارثي) للعراق وفوضى القتل، رافضاً للقراءة الأيديولوجية العقيمة، التي تعمي وتصم بظهور (مغول جدد) وزبانية الجحيم. - علي فواز: يؤطر اسئلة مأزومة ما بين السلطوي والمثقف مشخصاً جوهر الوطنية والثورية عبر التاريخ.
 - د. صالح زامل : يقف موقفا نقدياً من (الجامعة العراقية) ومن غياب التقاليد المؤسساتية والوقوف ضد (التجديد) .  - علي سعدون: يدين الثقافة الرازحة تحت (النمطية والتكرار) والمؤشرات (الدوغمائية) لدى الكثيرين متطلعاً الى (نقد ثقافي) سيغير انماط كتابتنا. - سعد سلوم يشجب الاستقطاب (الشعاراتي) للطائفة بعد ان كان شعاراً ( حزبياً ) منمقاً.
 - جمال الجصاني: يتفحص وهو المترجم المشهد الثقافي، فيراه (مهرولا وراء الأوهام)، تاركاً الوظيفية العضوية الموكولة بمثقف مناضل ثوري، الذي بجهوده يقلص حجم العتمة. ويشق دروباً جديدة للحياة مستذكراً ما أراده (ادوارد سعيد) بقوله "وظيفة المثقف تقف معارضة للوضع القائم في زمن الصراع وتأييد المجموعات 
المهمشة". 
- شمخي جبر : باحث اجتماعي يختتم الكتاب به متعرفاً في تشخيصه الرافض لثقافة التخلف العرقي والطائفي والمزدري لثقافة الكراهية، داعياً الى التصدي للفرقة والتشرذم ببديل لثقافة حية ودستورية حامية (للحريات)، العامة والخاصة في مؤسسات المجتمع المدني لمستقبل منشود.