ابراهيم سبتي
أصدرت الحكومة العراقية مبادرة بخصوص زراعة مليون شجرة مثمرة، تشمل النخيل والحمضيات وغيرها في نطاق بغداد وداخلها وفي بعض المدن العراقية الأخرى.
إ هذه المبادرة مهمة ولكنها غير كافية ما لم تصحبها اجراءات اخرى رادعة، تمنع تجريف الاراضي الزراعي وتحويلها إلى سكنية او إنشاء معامل صناعية عليها.
لأن معظم الأراضي الزراعية في العراق، قد تمَّ تجريفها بعد العام 2003 وصارت عبارة عن كتل كونكريتية وبيوت احتلت المناطق الخضراء، التي كانت موجودة في بغداد والمدن الاخرى.
إن الفعل المهم والرئيس يتمثل في الحد من هدر الاراضي الزراعية والحفاظ على ما تبقى، لمنع تفاقم التصحر الذي أخذ يزحف بشدة ونتج عنه انحسار الغطاء النباتي، الذي يؤمن صد العواصف الترابية ان كان موجودا في نطاق المدن او بداخلها.
إن أي مبادرة يجب أن تستكمل تفاصيلها بدراسة وتعزيز لمفعولها كي تبقى وتستمر، وهذه المليون شجرة، قد تكون بداية المشوار الطويل للحد من الزحف نحو التصحر والركض الدائم خلف الريح، لإيقافها دون نظرة مستقبلية علمية.
حسنا تفعل كل الجهات حينما تقوم بصد العواصف الترابية المتواصلة، التي راحت تضرب البلاد عرضا وطولا بسبب انعدام الحزام الاخضر، وفقدان الغطاء النباتي الذي يمسك بالأرض وايضا بسبب هشاشتها، التي يتطاير منها التراب لقلة الامطار الساقطة عليها.
بصراحة أنها محنة تواجه العراق وجودا وأرضا، إن لم تبذل الجهود لمنع التجريف العشوائي وهدر الاراضي الزراعية، التي طالما تميز بها العراق منذ القدم وصارت عنوانا له.
إنها مسؤولية الجميع والتي يمكن ان تؤدي إلى نشر الوعي بضرورة الحد من تلك الافعال مسنودة بإصدار قوانين رادعة تمنع التلاعب بالمناطق الزراعية وتحويل جنسها.
زراعة المليون شجرة ربما ستأخذ بعض الوقت، كي تقف منتصبة وتواجه قوة الريح الهائجة، والتي لا نريد أن نتمنى أن نركض خلفها، ونمسك بها في أحلامنا ومخططاتنا.
الامر يحتاج بعض التوجيهات في المدارس وكل وسائل الاعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي، بضرورة التعاون لوقف التصحر والحفاظ على المزروع من الاراضي للأجيال المقبلة.
ولكي لا يتهدد العراق بوجوده وتاريخه وتكتب عنه كتب التاريخ بأن ثمة دولة حباها الله بنعمة الأراضي الخصبة والأنهر المتدفقة، تحولت إلى صحراء لا سمح الله.