هل يحتمل العالم صراع القوى العظمى؟

آراء 2022/06/22
...

 كاظم الحسن
 
كان الاعتقاد السائد بعد نهاية الحرب العالمية، وآثارالدمار الذي اصاب اوروبا واليابان وانتشار السلاح النووي، لدى القوى المتنفذة في العالم، إن الحروب بين تلك القوى أصبحت من الماضي، لأن خوضها محفوف بمخاطر الفناء والهلاك والدمار الشامل، لذلك كان عنوان تلك الفترة، هو الحرب الباردة أو ما يسمى الحرب بالوكالة، التي استمرت على ما يربو 45 سنة حتى انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه إلى 15 جمهورية، توزعت بين أوروبا وآسيا الوسطى .الآن بدأت بعض القوى العالمية، تتململ من أحادية القطب وعبرت عن ذلك بشكل سافر روسيا، بعد غزوها اوكرانيا وفي الوقت ذاته بدأت الصين، تجري مناورات عسكرية بالقرب من سواحل تايوان وتهدد بالحرب حتى النهاية، اذا اعلنت تايوان استقلالها؟ هذا الوضع الكارثي، جعل من الرئيس الأميركي يصرح، بان غزو روسيا لدولة اوكرانيا شجع الصين على تكرار السيناريو في تايوان، وجعل من كوريا تتنمر وتصبح شرسة! أي أن الوضع العالمي، قد اختل وليس من السهولة، احتواء الذي حدث من تداعيات وآثار بعيدة المدى، سوف تترك صداها، مستقبلا على اوروبا والعالم وكما عبر عن ذلك الرئيس الروسي، حين قال إن العالم بعد ما سمي « العملية الخاصة في اوكرانيا» لن يكون كقبله!
وهذه اشارة إلى أن روسيا، لن تتنازل عن مطالبها وتدعي موسكو، ان الغرب يعاملها وينظر اليها على أنها دولة مهزومة وهي من الدرجة الثانية، كما يقول الرئيس الروسي . وفي أحدث تصريح لمسؤول عسكري بريطاني: طالب الجنرال باترك ساندرز، القائد الجديد للجيش البريطاني، من كل جندي من جنوده، الاستعداد لمحاربة روسيا في حرب عالمية ثالثة. ونقلت صحيفة “ذا صن “ البريطانية،عن ساندرز قوله في أول رسالة له منذ توليه المنصب الأسبوع الماضي إنَّ “الهجوم الدامي الذي شنه بوتين على اوكرانيا قد هز أسس الأمن العالمي”. هذا الوضع الملتهب، أصاب الأمن الغذائي وتسبب في زيادة كبيرة، في اسعار الطاقة وأصاب الاقتصاد الاوروبي بتضخم غير مسبوق، إلى الحد الذي دعا الرئيس الاميركي الى نفي مسؤولية ادارته، عن التضخم الذي أصاب الاقتصاد الاميركي، مبررا ذلك في حدوثه  في أوروبا أيضا؟ روسيا على ما اعتقد، سوف تكتفي بغنيمتها اوكرانيا، وقد اعدت نفسها لتداعيات هذه الحرب، على المدى القصير. اما الغرب فأنه سوف يلجأ الى حرب الاستنزاف الطويلة الأمد، لا سيما نحن نسمع، تصريحات من قبل الساسة في الغرب، بأنهم لن يسمحوا لروسيا الانتصار في اوكرانيا، لأن ذلك يعني تشكل نظام دولي 
جديد.