أطفال الشلل الدماغي.. علاجات بجهودٍ خيريَّة ذاتيَّة الدعم

ريبورتاج 2022/06/26
...

 أمير البركاوي
كثيرة هي الحالات الإنسانية في بلدنا، خاصة في ظل الظروف، التي يعاني فيها القطاع الصحي من تراجع واضح في نسبة الخدمات الصحية التي تقدم للمواطن، ومن هذه الحالات المرضية الانسانية هم الاطفال المصابون بالشلل الدماغي، معاناة كبيرة واحتياج لخدمات علاجية اكبر، لذا كانت لنا جولة تحقيقية في مؤسسة أطفال الشلل الدماغي في البصرة، للتعرف على ما تقدمه من جهود إنسانية ذاتية لمرضى الشلل، وما يحتاجه المصابون بهذا المرض.
 
دعم ذاتي
يحدثنا الاستاذ كاظم المحمداوي مسؤول مؤسسة أطفال الشلل الدماغي في البصرة قائلا: مؤسسة أطفال الشلل الدماغي في البصرة منظمة مجتمع مدني مسجلة في دائرة المنظمات التابعة لمجلس الوزراء، تشكلت قبل 3 سنوات من قبل ذوي أطفال الشلل الدماغي في البصرة، بعد أن شعرنا أن الحكومة المركزية لم تقدم لهم أي دعم. 
 
جهودٌ إنسانيَّة
ويضيف الاستاذ كاظم المحمداوي قائلا: تمَّ تشكيل مجلس ادارة لهذه المؤسسة من آباء ذوي الأطفال ومتخصصين في الادارة والقانون والاعلام، كما يوجد لدينا مكتب تمَّ استئجاره، ويتم دفع مبلغ الايجار من رواتب أعضاء مجلس الادارة. 
 
انتساب الكتروني
ويشير كاظم المحمداوي إلى أن طريقة الانتساب لمؤسستنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال إرسال التقرير الطبي للمصابين والتأكد منهم، وعدم تحملهم عناء التنقل، حيث يتمُّ تدقيق التقرير ويتم تثبيت الأسماء في الحاسبة المركزية.
 
منسقون للعمل
ويسترسل لنا الاستاذ كاظم المحمداوي قائلا: وكذلك يوجد لدينا منسقون، ومن ذوي أطفال الشلل الدماغي في كل أقضية ونواحي وقصبات البصرة، حيث يتمُّ التواصل مع المسجلين لدينا، من خلال (كروبات) خاصة، تتم متابعتها من قبل السيد نائب رئيس المؤسسة الحاج أبو احمد العتابي.
 
طموح مستقبلي
ويقول الاستاذ كاظم المحمداوي إنَّ: أهدافنا وطموحاتنا كبيرة بافتتاح مركز علاج طبيعي متطور متخصص بالعلاج الطبيعي، وباشراف معالجين متخصصين، حيث وفقنا الله بالتنسيق مع محافظ البصرة، ومدير عام شركة نفط البصرة، بالموافقة على انشاء هذا المركز.
ويواصل قائلا: ونحن الآن في طور اكمال الحصول على قطعة الارض، كذلك لدينا مشروع مستقبلي كبير هو انشاء مستشفى متخصص بالشلل الدماغي، لتقديم جميع الخدمات الصحية والعلاجية لهذه الشريحة، وتحت إشراف أطباء متخصصين، وتمَّ طرح هذا الموضوع على سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي أثناء لقائنا بسماحته واوعدونا خيرا.
 
تبرعات خيريَّة
يؤكد لنا الاستاذ كاظم المحمداوي أن المؤسسة هي منظمة مجتمع  مدني، ومن ذوي الأطفال ولا يوجد لديها أي موارد مالية، سوى تبرعات اعضاء مجلس الادارة والبعض من المساهمين، حيث نقوم بتقديم العلاج  وإرسال  المتعففين إلى الاطباء، وتقديم بعض الاحتياجات لهم من الحليب والحفاظات والسلات الغذائية، وكذلك ما تيسر لنا ما يجود به الخيرون من المال.
وينوه لنا مسؤول مؤسسة أطفال الشلل الدماغي كاظم المحمداوي بأننا كما نودُّ أن نبين أن مؤسستنا قامت بتوزيع كرسي خاص بذوي الاعاقة  عدد 85  وعربة طفل عدد  148 وحجلة طفل عدد  5، وما يقارب نحو 450 سلة غذائية يتم ايصالها لمساكنهم.
ويضيف قائلا: يوجد لدينا ما يقارب اكثر من  52 أسرة  لديها اكثر من طفل مصاب من 4 و 3 و 2 من أصل 601 مسجل لدينا، وهذه نسبة كبيرة.
 
متابعة الاحتياجات
يؤكد لنا صلاح حسن العيساوي أحد أعضاء المؤسسة أنَّ المؤسسة تتابع احتياجات المسجلين لديها، وتتواصل معهم من أجل تقديم افضل الخدمات لهم، لكن هذا لا يلبي الطموح كون طموحنا اكبر.
ويشير صلاح حسن إلى أننا نطالب بتدخل حكومي ومجتمعي، من خلال فتح مراكز علاج طبيعي في جميع الاقضية والنواحي، وتوفير العلاجات لهم، وتفعيل قانون الرعاية الاجتماعية للمعاق والذي يحتاج لرعاية.
ويضيف صلاح حسن  لم تنفذ اي فقرة منه، وأبسط فقرة عجزت الوزارة ودائرة الرعاية الاجتماعية تأمينها لهم هي منحهم هوية، وهذه مثبتة في القانون، ناهيك عن كون الراتب الخاص بالمعين، والذي تمَّ تحديده بمبلغ 175 الف دينار لا يسد حاجة المصاب من احتياجات الحليب ومراجعة الاطباء، والكثير من الفقرات المعطلة.
يحدثنا والد الطفلة زهراء المصابة بشلل الاطفال الدماغي، وهو احمد عبدالكريم بوهان قائلا: ابنتي تبلغ من العمر 9 سنوات، وأنا أنظر لجهود كادر المؤسسة، فمجرد أن نلتجئ لهم في طلب علاج غير متوفر أو طبيب اختصاص يعملون جاهدين أن يوفروا لنا العلاج.
ويضيف والد الطفلة زهراء إنهم يذهبون إلى دوائر الدولة للحصول على منافع اجتماعية ويأتون بها، ويذهبون لشراء عربات او كراسي معاقين، وتوزيعها بين الناس التي يحتاجونها.
في الختام نرجو من خلال تحقيقنا هذا الجهات المعنية توفير الدعم الكامل للمؤسسات الخيرية الطبية، كونها مساندة للمؤسسات الطبية، وتسهم هي الأخرى في علاج الحالات المرضية المستعصية، ورفع المعاناة عن ذوي المرضى في تقديم الرعاية الطبية.