وليد خالد الزيدي
أصبح معظم بلدان العالم وخلال العقود الخمسة الأخيرة يتأثرون بشكلٍ مباشر او غير مباشر بما يعرف بازمة الطاقة, وما تؤدي به من مشاكل في عالمي السياسة والاقتصاد, فلا يكاد يمضي يوم من دون أن نذكر حدوث أزمة في الطاقة او الوقود, كما أن الدراسات المعاصرة تشير إلى أن البترول كعمر الورود ناضب، ومثله كذلك الغاز، وحاجة الانسان للطاقة تجعله دائم البحث عن مصادر أخرى غير تلك التي تنضب، وفي الآونة الأخيرة وخلال السنوات الماضية، اتجهت بوصلة الباحثين والمفكرين في مجال الطاقة، نحو الشمس والطاقة العظيمة المنبعثة منها على مدى الدهور، ومدى إسعافها لسكان كوكب الأرض التي وقعت هي الأخرى تحت المشكلات البشرية، وما أحدثه الانسان في أرجائها من مشكلات في التلوث الناتج عن غياب خطط وبرامج المحافظة على البيئة الطبيعية لهذا الكوكب
الجميل.
في ظل شيوع التكنولوجيا الحديثة والامتثال الى حقيقة علمية لا مناص من التسليم بها، وهي أن كوكبنا أحد توابع الشمس التي تعد مركز الكون، ما يجعل أرضنا أبد الدهر مرآة عاكسة لقوة الطاقة المنبعثة من هذا المركز العظيم المعطاء للحياة، وبالنظر لاهتمام أصحاب الاختصاص في بلدنا وهو ما أكدت عليه الجامعة التقنية الشمالية مؤخرا في حث الباحثين والأكاديميين لتقديم دراساتهم العلمية التخصصية في هذا المجال، وتحفيزهم لتقديم بحوثهم في استثمار الطاقة المتجددة والنظيفة لتحقيق التنمية المستدامة، ومن خلال مؤتمر علمي هو الثاني من نوعه عقد في المركز الثقافي في كركوك بحضور شخصيات علمية واكاديمية محلية، فضلا عن عرض اكثرمن 50 بحثا من دول أخرى، وبمشاركة عدد من الجامعات العراقية بكلياتها واقسامها المتخصصة في مجال
الطاقة.
من وجهة نظرنا أن تلك الفعالية العلمية الكبيرة انما استندت إلى مضامين وثوابت بديهية، منها ضرورة تجاوز اشكالية الطاقة الناضبة، والاستعداد لما ستؤول اليه تلك القضية وتهيئة ارضية خصبة مليئة بالافكار والنظريات العلمية، للاستفادة مما متاح لنا من تعويض الطاقة النافدة في فترات مستقبلية شبه محسوبة، بالرغم من وجود تجارب آنية في مناطق عدة في العراق، حيث أشارت المصادر إلى أن مئات المنازل في محافظة كركوك طبق عليها نظام استقدام الطاقة الشمسية، فضلا عن تشغيل منظومات الرش وسحب الماء من الآبار للاستخدامات الزراعية، والامر الاخر تشجيع القطاع الخاص العراقي للمساهمة في توفير مستلزمات هذا البرنامج الوطني الكبير، إضافة الى ذلك فان برامج الطاقة المتجددة ستنعكس بشكل ايجابي كبير على الجهود الحكومية للتقليل من آثار التلوث البيئي، الذي يسود في توفير الطاقة من البترول وبقية المصادر الاحفورية كالفحم والغاز المستخرج من الارض.
الامر الآخر لا يقل شأناً مما سبق وهو مواكبة البرامج العالمية، التي تعكف حاليا على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات حرارة الارض والتغيرات المناخية الخطيرة خلال السنين الماضية.