مخاطر ما بعد الانسداد

آراء 2022/06/26
...

  سعد العبيدي
 
مرَّ قرار التيار الصدري في الاستقالة من البرلمان بسلاسة مقبولة، على الرغم من مستويات القلق التي رافقت تدرجاته، وبعض المناكفات، ومر تنصيب البدلاء أعضاءً في البرلمان، وتأدية القسم، كذلك بسلاسة مقبولة، دفعت بالإطار التنسيقي أن يكون الكتلة البرلمانية الأكبر، والمؤهلة عددياً لتشكيل الحكومة المقبلة من الناحية النظرية على أقل تقدير، وبهذا الصدد وعلى افتراض النجاح في إمكانية التشكيل، وقبول الشارع بصيغته كعامل للتسوية، وفتح أبواب الانسداد المغلقة بإحكام، فان الأمر سوف لن ينتهي عند حافات هذا النجاح في التشكيل، لأننا نرى وبشكل واضح توجهات من قبل البعض النافذين في مجموعة الاطار يفكرون في مساعي التشكيل بالتأسيس على معايير الغلبة، وآخرين منهم أيضاً يذهبون أبعد من هذا في الترشيح لبعض المناصب والاستيزار، بطريقة النكد لإغضاب الطرف المقابل بعدّه خصماً، وعَد التشكيل فوزاً بمعركة تغيرت في نهاياتها الموازين. 
إن التعاملَّ بهذه الصيغ، في هذا الوقت الحرج خطأ جسيم، لأنه سيثير مكبوتات الطرف المقابل، الذي ترك الساحة في مناورة محسوبة جيداً، كأنه أخذ استراحة قصيرة، ليعود بعدها بقوة قد لا تتحمل الحكومة المقبلة قوة زخمها، الأمر الذي قد يضاعف كلف الخسائر ويهدد العملية السياسية برمتها. على هذا، ولغرض النجاح في عملية التشكيل وعبور ما تبق من السنوات الأربع لهذه الدورة الانتخابية بأقل الخسائر الممكنة، لا بدَّ للاطار من الأخذ في الاعتبار عند تشكيل الحكومة، خاصة شخص رئيس وزرائها في ألا يكون من أولئك الأشخاص، الذين يستثيرون غضب الطرف المقابل، وألا يكون قد تسجل في تاريخه مواقف عدائية استمرت فاعلة في ذاكرة الصدريين، لأنهم أي الصدريبن، وإن استقالوا، لم يتنحوا تماماً، ولم يتركوا ساحة الصراع سهلة، يلعب بها الإطاريون وحدهم، من هذا يمكن القول إن أبواب الانسداد لم تفتح بعد، وان الموقف صعب، وان الحاجة إلى الحكمة السياسية قائمة، كي تبقي الرماد ساكناً، يغطي ذلك الجمر الذي خلقته الإدارة الخطأ لسنوات ما بعد التغيير.