التفوق الوهمي

آراء 2022/06/26
...

 حسين علي الحمداني
 
مع نهاية العام الدراسي علينا أن نتوقف أمام مجموعة من النتائج والمخرجات، التي أفرزها هذا العام الذي اتسم بنوع من الجدية من قبل وزارة التربية، خاصة في المرحلة الابتدائية، التي غابت عنها الامتحانات الوزارية لعامين دراسين كانت مؤثرة سلبا في التلاميذ.
وعودتها حملت نتائج إيجابية على مستقبل التلاميذ من جهة، ومن جهة ثانية بث الروح في تفعيل الأنظمة والقوانين التربوية، وفي مقدمتها اعتبار التلميذ مكملا أن فشل في درس أو درسين فقط، وماعدا ذلك يعد راسبا، وإنهاء (بدعة) الدور الثالث.
من أبرز ما يمكن تشخيصه ما يمكن تسميته (صدمة النتائج)، والمقصود هنا صدمة أولياء الأمور من العاملين في القطاع التربوي (معلمين ومعلمات)، بنتائج أولادهم الذين عادة ما يكون دوام أبنائهم معهم، خلافا لجنس المدرسة تحت بند (الاستضافة)، حيث اعتاد هؤلاء التلامذة على الحصول على الدرجات كاملة سواء في الصفوف الأولية أو ما يليها (الخامس والسادس)، لاعتبارات عديدة أبرزها بالتأكيد وجودهم مع ذويهم في المدرسة نفسها، وبالتالي لم يتعودوا على الحصول على درجة أقل من (100)، وسجلات الكثير من المدارس تشهد على ذلك.
مع وجود استثناءات تستحق هذه الدرجات فعليا.
ما حصل إن الكثير من هؤلاء لم يتمكن أبناؤهم من الحصول على ذلك، بل البعض منهم كانت نتيجته مكملا أو راسبا في الامتحانات الوزارية، رغم أن درجات السعي السنوي له كانت (100) في جميع الدروس، وبعضه سلم دفتره خالياً من الإجابات لعدم قدرته على قراءة الأسئلة ومعرفة المطلوب منها والقسم الآخر منهم اكتفى بالحصول على درجات متوسطة وهو مستواه الحقيقي، وقلة منهم حصل على الدرجات الكاملة أو فقد جزءا بسيطا منها في هذا الدرس أو ذاك وحقق المراتب المطلوبة والحقيقية. 
ما دفع نسبة ليست بالقليلة من المعلمين والمعلمات لتقديم اعتراضات على نتائج أبنائهم، الذين حصلوا على درجات متدنية وهو ما يعكس حقيقة ظلت مخفية لدى هؤلاء هي إن عملية (التفوق الوهمي) لا مكان لها في الامتحانات الوزارية بقدر ما إن يأخذ كل ذي حق حقه وبالتالي وجدنا في الكثير من مدارس العراق، إن الأوائل ليسوا من أبناء المعلمين والمعلمات.
الجانب الأخطر نفسيا أن فرحة نجاحهم أفسدها آباؤهم غضبا عليهم مما جعلهم يصابون بإحباط، سيؤثر سلبا عليهم في المراحل الدراسية اللاحقة.
لهذا نجد من الضروري جدا أن تتم دراسة هذه الظاهرة، التي لها نتائج سلبية على التلميذ والمدرسة معا وأجد أن تسعى وزارة التربية إلى دراسة، مقارنة معدلات السعي السنوي الممنوحة للتلاميذ مع درجة الإمتحان النهائي (البكالوريا)، وملاحظة التفاوت الكبير جدا في الدرجات، الجانب الثاني إنهاء ظاهرة (الاستضافة)، لتلامذة الصفين الخامس والسادس الابتدائي، خاصة إذا ما عرفنا إن هؤلاء تكون استضافتهم في مدارس خلاف الجنس من الأول الابتدائي حتى السادس، وبالتالي فإن مدارسهم الأصلية غير مسؤولة عن تعليمهم، لكنها تتحمل نتائجهم في نهاية المطاف وتحاسب المدرسة على نسبة النجاح.