الإصرار على بقاء جسور المشاة شبه الملغاة التي تفرض كيانها الثقيل على شوارع العاصمة والمعطيات الواقعية تشير الى انتفاء الحاجة اليها بمزاجية المواطن نفسه وعزوفه عن استخدامها كـعبور آمن، إذ لجأ الى اسلوب مخالف للسلامة العامة، واصابت تلك الجسور عوامل التغير البيئي فتعرضت للضرر في أجزائها الرئيسة واصبحت فيما بعد مكبا للنفايات ووسائل لاعلانات مجانية من خلال الكتابات عليها بخط رديء، لا شك أن وجود بعض الجسور ضروري خصوصا على الخط السريع، المطلوب اما اعادة الاعتبار اليها بعد صيانتها او تحديثها ومن ثم الزام المواطن بالعبور عليها .
***
تعيش أغلب الأحياء الشعبية في مناطق بغداد في حالة من البؤس الانساني في ظروف بيئية صعبة في بيوت شبه متهالكة تنزوي في أزقة آسنة تنعدم فيها أبسط سبل العيش، هذه الأحياء الآيلة للانهيار تشكل بمجموعها تراث بغداد القريب وتسكن فيها الأسر الفقيرة الكادحة من أجل لقمة العيش وهي غير قادرة على الانتقال الى سكن لائق لارتفاع الايجارات الغالية، فسكانها في صراع مستمر مع الاوضاع البائسة وضعف الخدمات، فهي باختصار أصبحت عشوائيات أخرى .
***
الاستغلال البشع لأرصفة السير أخذ أشكالا جديدة ومبتكرة بمزاجية مستثمر الرصيف على نحو يضرب فيه آداب الطريق عرض الحائط ، من المشاهد المؤلمة والمثيرة للدهشة والتساؤل استغلال اصحاب معارض السيارات للرصيف المقابل لهم لعرض سياراتهم، ما تسبب باعاقة سير المارة ومن جانب آخر يدفع الآخرين للفرجة المجانية واحتدام النقاش فيما بينهم بموديل تلك السيارة او تلك وهذا عائق يفرض نفسه بشكل قسري، كل هذه الأسباب وغيرها تجبر المواطن على النزول الى الشارع العام المزدحم.