قاسم موزان
يعد التخطيط العمراني والحضري للمدن حجر الزاوية لنهضتها التنموية وتنظيم الحياة الخالية من التعقيدات في إطار استثمار الإمكانات المادية والبشرية المتاحة بشكل منتج على مختلف الأصعدة وفقاً لستراتيجية واضحة المعالم قد تطول او تقصر وغالبا ما تكون الستراتيجية مرنة في اجراء التغيرات.
والتخطيط العلمي يقدم حلولا هندسية مناسبة للكثافة السكانية المتصاعدة على نحو مقلق وبتزايد مضطرد في السكان، غالبا ما يستقر المواطنون في مراكز المدن لقربها من حركة السوق والعمل وهذا ما يسعى الإنسان إليه في توفير فرص العمل كحق طبيعي له، وهذا التمركز غير المسيطر عليه يقلل من الأداء الخدماتي او انعدامه وأفرزت تلك الكثافة العالية نشوء العشوائيات داخل المدن أو في محيطها، والتي هي الأخرى تعاني من سوء الاحتياجات الضرورية، لا شك أن بغداد العاصمة جديرة بتخطيط عمراني يليق بها، إذ تعاني من كثافة سكانية عالية جداً أنتجت بيئة غير صالحة للعيش تفوق في أحيان كثيرة عواصم أخرى وشهدت في السنوات الأخيرة توافداً كثيفاً للعمالة ونزوحاً من المحافظات، لهذه الأسباب وغيرها لا بد من وضع خطط قريبة أو مستقبلية، وتكون المخرجات واقعية من خلال فك الاشتباك بين الأزقة المتهالكة وتحريرها من ربقة عبودية المكان المفروض على سكنة المناطق المنسية الذي غالبا ما يكون عبئا مضافاً على الواقع المتردي والتخلص من العشوائيات التي وصلت الى قلب العاصمة بغداد وذلك من خلال تبني ستراتيجيات عمرانية تقارب الى حد مقبول ما موجود من عواصم الدول المحيطة بالعراق، هذه الخطط تمنح الفرصة لانفتاح المدينة على آفاق أوسع واستثمار الأراضي الشاسعة لتشييد المجمعات السكنية التي تختزل الكثير من الخدمات مع المحافظة على المناطق الخضراء التي نال منها البناء الزراعي.
وترسم أشكالا مبتكرة في البناء والاعمار وتحديث الأبنية ذات الدلالة التراثية بشكل لائق وتسهم الخطط المرنة باعادة توزيع جديدة لشبكات الكهرباء والماء والمجاري وخطوط مواصلات كفوءة تستوعب الأعداد الكبيرة للسيارات والمترو والانفاق والمجسرات وتحديد المناطق الصناعية وغيرها من مستلزمات الحياة السهلة الخالية من التعقيدات اليومية التي ترهق المواطن. فالتخطيط الحضري والعمراني له مخرجات فاعلة تؤدي الى الارتقاء بالجهود وتحقيق منجزات واضحة على مستوى الفعاليات للقطاعات المختلفة من تبني الخطط ثم الشروع في تنفيذ مفرداتها الى تشغيل العاطلين عن العمل للاستفادة من اختصاصاتهم العلمية والفنية.. نأمل التغيير