بغداد: سها الشيخلي
يحظى موضوع إعادة تدوير النفايات باهتمام غالبية الدول في العالم، لإنتاج مواد صناعية نافعة او لتوليد الكهرباء من هذه العملية، فضلا عن الحد من التلوث البيئي، اذ تسعى أمانة بغداد لتضيف طاقة ناتجة من النفايات، لشبكة الكهرباء الوطنية تبلغ (40) ميكا واط يوميا، بالتعاون مع وزارة الصناعة التي تضع موضوع تدوير النفايات في أول اهتماماتها، بحسب رئيس المهندسين الاقدم ومدير عام الدائرة الفنية في وزارة الصناعة والمعادن ناصر ادريس المدني.
واضاف المدني في حديثه لـ”الصباح” قائلا إن “موضوع تدوير النفايات مهم جدا، ولكن مجال الاستثمار فيه، حتى الآن قليل جدا، رغم أن العالم قد تطور بدرجة كبيرة في مجال استثمار النفايات واعادة تدويرها”.
تدوير الإطارات
وأشار إلى أن «لدى الوزارة مشروع لتدوير الاطارات المستهلكة في الديوانية، من خلال عقد شراكة مع شركة ابراج الكوت لانتاج حبيبات المطاط (مثروم المطاط)، وأسلاك الحديد الناتجة من (مثروم الحديد)، والكاربون وزيت الوقود لمعامل الطابوق، والمطبات المطاطية (قطع أرضيات مطاطيَّة)، ما يعني أن مخلفات الإطارات مفيدة، إضافة إلى التخلص من أضرارها على الصحة، والأهم تشغيل الأيدي العاملة التي كانت عاطلة».
وتابع «كان هناك مشروع استثماري بين شركة الصناعات الكهربائية، وبين أمانة بغداد لانشاء مشروع تدوير النفايات في الطارمية، لكنه توقف لاعتراض من وزارة البيئة كونه قريبا من المدينة، واقترحنا على الأمانة نقل المعمل الى مكان آخر مقبول بيئيا، واقتصاديا هدفه التخلص من (الأوساخ) والوزارة لاتمانع اكمال المشروع في مكان آخر توافق عليه وزارة البيئة كونه مهما جدا.
ولفت المدني إلى أن أحد اسباب التوقف جاء بمطالبة منتسبينا أن توزع هذه الارض بينهم، لانشاء دور سكنية كون الارض مخصصة لهم، كما أن المعمل بآلاته ومعداته متكاملا 100 %، فقط نحتاج الى تنصيبه في المكان الذي ستقترحه وزارة البيئة”.
واستدرك أن “هناك لجنة عليا تشكلت من عضوية الوزراء والوكلاء لهذا الغرض، لكن تأجل موضوعها في الوقت الحاضر، ونتمنى أن تهتم الدولة بمثل هذه المشاريع الستراتيجية، التي تحتاج الى استثمار مع (القطاع الخاص).
نفايات بغداد
من جهته قال مدير عام دائرة العلاقات والاعلام في أمانة بغداد محمد الربيعي: إن محافظة بغداد تفرز يوميا (9 آلاف طن) من النفايات، تعمل (14) دائرة بلدية فيها على تنظيف مخلفات (8 ملايين مواطن ) وعلينا كدولة وأمانة أن نتحمل مسؤولية ادارة هذا الملف”.
واضاف الربيعي لـ”الصباح” انه “وفقا لتوجيهات رئيس الوزراء والاجتماعات المتكررة من قبل أمين بغداد واللجان المشتركة بين محافظة بغداد وأمانة بغداد بمتابعة هذا الملف، فقد توصلنا إلى نقطة المفصل، وان يدار هذا الملف بطريقة حرق النفايات لتوليد الطاقة الكهربائية، لتذهب من ( الـ 9 آلاف طن من نفايات بغداد) (الفين طن) الى النهروان و(7 آلاف) طن إلى النباعي، مع العلم أن طريق بغداد –النباعي طوله (70) كيلومترا، حتى نطمر النفايات بالطمر الصحي الذي هو في الواقع غير صحي”.
المياه الجوفيَّة
وأشار الربيعي إلى أن “المياه الجوفية بدأت تتلوث بالسوائل العضوية، التي تفرزها النفايات كون نفاياتنا، تحتوي- حسب الدراسات البحثية- على65 % مواد عضوية و35 % منها ( بلاستيك، خشب، زجاج، كارتون، ورق ) ومواد أخرى”.
وأكد أن العالم تطور وأن الدول البعيدة والمجاورة حولت النفايات لمصادر توليد الطاقة الكهربائية بوضع النفايات بكميات هائلة، بدون فرزها حيث توضع بثرامة وعجانة وفرن عملاق بسعات (2 - 4 - 7 - 9 آلاف) طن، لكننا سنأخذ كمية صغيرة هي 2 طن ونبدأ بالثرم
والعجن”.
ولفت إلى أن “امين بغداد حول هذا الملف كدراسات لفرصة الاستثمارية، لمن يرغبون استثماره عن طريق هيئة الاستثمار الوطنية، أي سيكون المستثمر من القطاع الخاص، الذي سيولد من النفايات غاز الميثان، الذي يتحول إلى كهرباء يتم ربطها بمحطة الشبكة الوطنية، لتضيف طاقة ناتجة من النفايات، لشبكة الكهرباء الوطنية وستوفر لها يوميا (40) ميكا واط”.
وتابع “سنويا ستقوم وزارة الكهرباء بصرف مبالغها الى المستثمر، وأن حصتنا كأمانة بغداد هي تنظيف المدينة ونحافظ على البيئة والمياه الجوفية”، مؤكدا أن “كل هذا دراسات مكتملة، ومن المؤمل أن يصادق عليها خلال الثلاثة الاشهرالمقبلة، ليحال كفرصة استثمارية كبيرة”. وأكد الربيعي “ تجهيز الاراضي وموافقة وزير الكهرباء أن يشتري منا الكهرباء مستقبلا، وخلال هذه الفترة الامانة ماضية في تعزيز تنظيف بغداد بحملات توعية، بعدم رمي النفايات قرب الحاويات وسنقوم بمسابقة انظف محلة بين المحلات وهي (547) محلة في بغداد ستدخل المسابقة” .