بغداد: الصباح
استجابة لقرار الحكومة الاتحاديَّة، بدأت شركات نفطيَّة كبرى انسحابها من إقليم كردستان العراق، شركة بيكر هيوز الاميركية أول تلك الشركات المنسحبة التي قالت في مذكرة لها وجهتها لوزارة النفط، إنّها ستلتزم بقرارات المحكمة والوزارة التي منحت تلك الشركات 3 أشهر لإيقاف أعمالها في إقليم كردستان وفق قرار المحكمة الاتحاديَّة.
محمد الكامل الباحث في مجال الطاقة يرى في استجابة بيكر هيوز المتخصصة في مجال الخدمات النفطية خطوة قانونية صحيحة ستتبعها فيها شركات أخرى خاصة الاميركية العاملة في الاقليم منذ عام 2006، مضيفا أنّه ليس من مصلحة الاقليم تعميق الخلاف القانوني في مجال النفط مع الحكومة المركزيَّة.
ويضيف الكامل أنَّ أغلب الشركات الكبرى العاملة في نفط الاقليم لديها عقود كبيرة مع بغداد في حقول الجنوب العملاقة الغنيَّة، وهو ما يدفعها للتضحية بالعمل في الاقليم خوفا على مصالحها في الجنوب.
المختص بالشأن الاقتصادي الدكتور مازن خالد أشار إلى أنَّ انسحاب بيكر هيوز سيؤثر في عملية الانتاج النفطي في الاقليم، كما أن ما سيتبعه من انسحابات أخرى سيجعل الوضع الاقتصادي في أربيل في حالة حرجة، بالتزامن مع تطبيق بغداد باقي بنود قرارات المحكمة الاتحاديَّة إذا ما أصرت أربيل على عنادها في القطاع النفطي.
إلّا أن هوشيار عثمان المتخصص في الاستشارات النفطية يرى ان القيادات السياسية في الاقليم من الممكن ان تجد مخرجا للازمة النفطية عبر العودة للتباحث مع بغداد التي أبدت مرونة وتفاهمات جيدة اثناء مباحثاتها بعد صدور قرارات المحكمة الاتحادية والتي أثبتت عدم تعنت وزارة النفط المركزية بالسيطرة على واردات النفط وامكانية التوصل لحل جذري للمشكلات المتجذرة أصلا في هذا القطاع بالذات، عبر تأسيس شركة خاصة لإدارة نفط الاقليم تحت إشراف بغداد بإدارة كردية. وسط تلك الآراء تعامل الشارع الكردي مع أنباء انسحاب شركة بيكر هيوز بطرق متفاوتة، منهم مع الاستجابة وآخر مع البحث عن شركات أخرى للتعاون معها.