بغداد: الصباح 

أكد المشاركون في مؤتمر ماليّة العراق، تسارع التطورات التي يشهدها ميدان الدفع الالكتروني، والتي تمثل محورا مهما في تعزيز السوق الماليّة التي تحتاج أن يعمل قطاعنا المصرفي على تطوير واقع عمله ويحقق طفرة نوعيَّة تساعد على جذب الاستثمارات الكبرى للبلاد، لا سيما في ظل تعاون وزارة الماليّة والبنك المركزي العراقي، كما ركز المشاركون على ضرورة الإفادة من التجارب العالميَّة الناجحة.

نائب رئيس الوزراء وزير المالية د.علي علاوي أكد أنَّ "الجهود متواصلة لإصلاح القطاع المصرفي العام والنهوض بالقطاع المصرفي الأهلي، والحد من هيمنة القطاع العام على الاقتصاد"، لافتا الى "ضرورة الإفادة من التجارب العالميَّة التي حققت نجاحات كبيرة في هذا المجال، ومنها التجربة الصينيّة، التي تعاملت مع قطاع المال بشكل خاص، ومكنته وجعلته قبلة لشركات عالميّة متطورة دخلت وأسهمت في رفع الناتج المحلي الإجمالي الى مستوى يعد الأعلى عالميّا، وحققت إيرادا يعد فريدا من نوعه".

أما نائب محافظ البنك المركزي العراقي د.عمار خلف فقال : إن "القطاع المصرفي، ومنذ العام 2019 شهد تطورات ملحوظة، إذ نمت الموجودات بنسبة 19 % والإيداعات 18 % فضلا عن التوسع بالمبادرات التمويلية التي لها دور كبير في حركة السوق المحليّة والتي لامست أقيامها 18 ترليون دينار".

وأشار خلف إلى أنّ "الحسابات المصرفيّة تجاوزت 70 مليونا في المصارف العراقيّة، كما تجاوز عدد البطاقات الالكترونية حاجز الـ 14 مليون بطاقة"، مشيرا الى "تزويد السوق المحليّة بـ 1500 جهاز صرّاف لغاية منتصف العام 2021 والمحافظ الالكترونية بلغت 2 مليون محفظة لغاية منتصف 2022 ".

وأكد أن "ستراتيجية تطوير الدفع الالكتروني والشمول المالي تتطلب تعاون جميع الجهات ذات العلاقة"، لافتا الى "أن تطوير الدفع الالكتروني يمثل أحد اهم مسارات النهوض بالجهاز المصرفي العراقي، لا سيما أن المركزي لديه ستراتيجية طموحة لتطوير هذا المفصل المهم بغية بناء قطاع مالي معافى".

المدير التنفيذي لرابطة المصارف العراقيّة الخاصة علي طارق شدد على حتميَّة "أن يكون هناك إيمان من الجميع بأهمية بلوغ مستويات عالية في موضوع الدفع الالكتروني، الذي حقق طفرة في البلد، ولكن الطموح أن يكون هناك انتقال كامل من التعاملات الورقيَّة الى الالكترونية، والتي بدورها تجعل سوق المال في حال مغاير، تعتمد التقنية الآمنة التي تعكس صورة مثاليَّة أمام الجهد العالمي المتطور الذي يحتاجه البلد في تطوير مفاصل الاقتصاد الوطني".

وحثَّ طارق "الجهاز المصرفي على إيلاء موضوع الدفع الالكتروني خصوصيَّة واهتماما كبيرين، يتناسبان وحاجة البلاد على التقانات المصرفيّة المتطورة، ومتابعة التطورات العالميّة في هذا المفصل المهم".

بدوره قال المدير التنفيذي لشركة بوابة العراق المنظمة للمعرض أحمد الجادر: إنَّ "الهدف من تنظيم هذا المؤتمر يأتي لدعم جهود الحكومة وقطاع المال، لمواكبة التطورات التي يشهدها ميدان الدفع الالكتروني"،  وبيّن الجادر لـ "الصباح": "تتضمن فعاليات المعرض تقديم طروحات من شأنها تطور العمل والأداء داخل الجهاز المصرفي العراقي، الذي يتطلع إلى اعتماد أفضل التقانات المصرفيّة التي يشهدها العالم من أجل تقليص الفجوة بين النظام المالي العراقي وما يشهده قطاع المال في العالم المتقدم من تطورات سريعة في ميدان الدفع الالكتروني".

المشاركات الدوليَّة كانت ماثلة بالمختص بالدفع الالكتروني من المملكة المغربيّة يوسف برادا الذي قال : إنَّ "العالم يشهد تطورا كبيرا في المجال الرقمي والمدفوعات الرقميَّة، وتسارعت التغيرات بسبب جائحة كورونا، الأمر الذي دفع المؤسسات العالميَّة الى تطوير الأداء لافتا إلى أن "التوقعات تشير الى أن الدفع الالكتروني يتوقع له أن ينمو 13 % سنويا بسبب التفاعلات التي 

تشهدها السوق الدولية".

ولفت إلى "حتميَّة توفر الخدمات الالكترونية الى أكبر شريحة داخل المجتمع، وان يكون الدفع داخل سوق العمل بكل حرية وأكثر انسيابيَّة تتناسب ونمط حياة كل شريحة، لا سيما أن جائحة كورونا سرعت بظهور تطبيقات جديدة تتناسب  والمرحلة".

ونبَّه برادا إلى أن "حجم الاقتصاد العراقي كبير ويملك من القوة الكثير، كما أن حجم الاستهلاك كبير وهنا لا بدّ من تطوير واقع الدفع الالكتروني الذي يحقق مردودا ماليّا كبيرا".

أما ممثل الشركة العالميَّة للبطاقة الذكيَّة غازي الكناني، فأشار إلى أنَّ "الدفع الالكتروني بدا في العراق منذ قرابة 12 عاما وحقق تفاعلا كبيرا بين المواطن والمؤسسات المتخصصة بهذا المجال، الذي سهّل من التعاملات الماليَّة وتأمين المستحقات بطريقة لا تحمل المستفيد عناءً كبيرا، وخففت عنه أعباء الحضور الى المصارف والمنافذ الماليّة التي كان يحصل عبرها على مستحقاته "الدفع الالكتروني"، ما يسهم في تطوير الخدمات التي تقدم من أجل ينال ثقة الجمهور بشكل أسرع مما عليه، والاتجاه صوب الأفضل من بين المؤسسات التي تقدم هذا النوع من الخدمات".

أحمد العلوجي، ممثل شركة مصرف الاتحاد المساهمة، وصف المعرض بالخطوة المهمة وقال: "إنَّ العراق لا بدّ ان يواكب التطورات التي يشهدها العالم في ميدان الدفع الالكتروني الذي بات يعتمد في العراق، ولكن من دون مستوى الطموح، إذ نجده في بعض الأماكن ولم نجده في جميع منافذ البيع وتقديم الخدمات إلى المواطنين".

لافتا إلى أن "واقع الدفع الالكتروني بحاجة الى ستراتيجات تثقيفية مكثفة تستهدف جميع شرائح المجتمع ليعرف كيف تنتشر عالميا، والى اين وصل واقع الدفع الالكتروني، وآليات استخدامها ومستويات ما وصل اليه العالم، الامر الذي يتطلب تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص بهذا المجال من أجل تثقيف أكبر شريحة من المواطنين عن ماهية البطاقة الالكترونية واستخدامها محليا 

ودوليا".