أمنية عزام
تصوير: خضير العتابي
منذ إن امتلكت ليالي محمد ذات الـ(23 عاما) إحدى الطالبات في كلية الهندسة، الشغف في تطوير مشروعها، حاولت أن توفر رأس المال الكافي في تطبيقه على أرض الواقع، وبعد مدة من الزمن اكتشفت أن هناك شركات تحتضن المشاريع، فقامت بطرح فكرة مشروعها في إحدى الاستمارات الإلكترونية للشركة المحتضنة، ليتحقق حلمها بموافقة الشركة لاحتضان مشروعها الأول، وبدأ الآن المشروع يحصد الكثير من الشهرة في سوق العمل.
طموح
فاتن الكناني تخرجت من كلية اقتصاديات الأعمال جامعة النهرين الأوائل على الكلية لعام 2019، هي ايضا كما ليالي تتوق الى بناء مشروع متكامل يغنيها عن طلب الوظيفة في الدوائر الحكومية، تحدثت لنا قائلة إن "فكرة بناء مشروع وإن كان صغيرا هي فكرة عظيمة تجعل الشخص يُبدع في رسم استقلاله المادي، وكان أول دافع لي لبناء مشروعي، وكيفية اختياري لهذا المشروع، هو طموحي للفن والإبداع والرسوم، وأيضا كان الدافع لي هو من خلال عملي في القطاع الخاص، حيث قام القطاع الخاص بتأهيلي، ومن خلاله اكتسبت العديد من المهارات، وأصبح مشروعي فعالا على أرض الواقع.
صُنع في العراق
واضافت فاتن قائلة إن "أول مشروع لي كان صغير وقمت بتسميته بـ(ليلو)، لأن العنصر الأساسي هو (اللؤلؤ)، حيث قمت باضافة أفكاري إلى المجوهرات والحُلي المصنوعة، يدويا بجودة عالية وبشكل عصري وكلاسيكي، وأول مؤسسة قامت بدعم هي (المحطة)، حيث قامت بدعم منتجي وعرضه في المحطة بقرب المنتجات المصنوعة في العراق.
الاقتصاد الإبداعي
وتردف فاتن "أن البلدان المتقدمة التي تهتم بالصناعة والمشاريع، والتي يظهر فيها الإبداع، ستتنافس على كمية العقول في هذه الدولة، ومن هنا سيظهر الاقتصاد الإبداعي، واقتصاد الدولة في المستقبل سيكون معتمدا على تنمية المشاريع والأفكار، بدلا من التنافس على النفط والموارد.
حاضنات الأعمال
قمنا بطرح سؤال إلى رجل الأعمال الأستاذ إبراهيم الصالحي على أن اغلب الشباب لا يملكون رأس المال الكافي لبدء في مشروعهم؟، ليجيبنا قائلًا إن "هناك شركات تقوم باحتضان مشاريع وأفكار الشباب وتطويرها ودعمها ماديًا، وتدريب متواصل من قبل متخصصين، الى أن تكون المشاريع على أرض الواقع، وتسمى بـ(حاضنات الأعمال)، حيث أن هذه البرامج تدعم الشباب في أحياء أفكارهم الريادية، ويقوم الشباب بملء استمارة إلكترونية تفتح كل فترة وبموافقة الشركة على احتضان المشروع، وقد تكون مدة الاحتضان ستة إلى أربعة أشهر، تدعم فيها مشاريع عديدة، وهذه الشركات تكون مبادرات وتمويل من حكومات أجنبية.
كورسات وتعليم
وتحدث الدكتور سيف العزاوي على أن "هناك كثيرا من المشاريع لا تحتاج إلى وجود رأس مال قوي، إنما تحتاج إلى مهارات وإرادة كبيرة للتعلم والتطوير، حيث توجد دورات كورسات مجانية متاحة على عدة مواقع، منها موقع (udemy)، اذ يوجد في هذا الموقع الكثير من الكورسات المتاحة والتي تُهيأ للطالب في زيادة خبرته لمشروعه الخاص مهما كان تخصصه، ولا يوجد شرط العمر في بداية مشروع خاص وإن كان صغيرا في البداية.
أفكار صغيرة لحلم كبير
ومن المشاريع المحتضنة إلى مسؤولية نجاح المشروع تحدث أحمد رمضان قائلًا: "بعد تخرجي ولكثرة الطلب على الوظائف الحكومية لم أحظَ بفرصة للوظيفة، قدمت مشروعي إلى إحدى حاضنات الأعمال ولكنه رُفض بعد مدة من الزمن، بسبب طريقة طرح فكرة المشروع لم تكن بالشكل الكافي، بعدها قمت بإعادة صياغة فكرة المشروع، وأخذ قرضاً من مصرف الرافدين أهلني إلى أن أكون مشروعي في سوق العمل، تأهلت من خلال مكتبي الصغير إلى امتلاك شركة يوجد فيها العديد من الموظفين.
أعباء ولكن
ويخيم على جميع الشباب المقبلين على فتح مشروعهم الخاص، الكثير من القلق والتحذر، فبعضهم يتملكه الخوف بخسارة راس ماله الذي انفقه على المشروع، فالدعم هنا ذاتي لذلك تكون الفرص قليلة، ولا بد التخطيط المتكامل للمشروع لتلافي الخسارة، هذا ما بينه الطالب في المرحلة الرابعة محمد صباح، اذ يوضح لـ(الصباح) أن "ضرورة وضع خطط مثالية للمشاريع هي اولوية عند الشروع باي مشروع صغيرا كان أم كبيرا، لذلك نصيحتي لكل المقبلين على اطلاق مشاريعهم ان يحاولوا قدر استطاعتهم بناء مشاريعهم خطوة بخطوة، ولكي لا يصابون بالإحباط بعد ذلك عن خسارتهم لرؤوس أموالهم والعودة إلى الصفر، والالتزام بستراتيجية، قد اعطت ثمارها قبل ذلك من خلال متابعة البرامج التي تعطيهم الخبرة في شتى المجالات".