لا مفرَّ من تحلية المياه

آراء 2022/07/05
...

 لمياء نعمان
 
أغلب دول العالم باتت تشكو قلة الأمطار وندرتها، على الرغم من وجود أنهر في بلدانها، وسببَّ ذلك توسعا في رقعة الجفاف والتصحر وذلك أيضا، بسبب التغيير المناخي في العالم.
وهذا تحدٍ يواجه الشعوب والبلدان والمدن.
ومخاوف كبرت على الحصص المائية ومنسوب المياه، الذي يجري في أراضيها وتتشارك فيها مع بعض جيرانها, ومخاوف أكثر تشاع بوجود حرب قادمة سببها المياه تطول دولاً، لا تستخدم فيها أسلحة او جيوشاً للأطاحة ببعضها.
لذا وقبل أعوام عديدة سارعت دول كبرى مثل أميركا في جنوبها وغربها وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية ودول الخليج العربي من إنشاء محطات لتحلية المياه، ومنها 20 الف محطة موجودة فقط في الخليج. 
اعتمدت بذلك على طرق وخطط وستراتيجية لتكنلوجيا حديثة وبمساعدة شركات عالمية متخصصة لسحب المياه من البحار والمحيطات والخلجان، لتحويلها إلى مياه عذبة بعد تنقيتها وعزل الأملاح والشوائب والعوالق البحرية والحشرات، وغيرها منها لتصل عن طريق تلك المحطات إلى البيوت نظيفة. معقمة. وعذبة “ويراعى فيها تعادل نسبة البوتاسيوم والصوديوم والمغنسيوم لتكون صالحة للشرب ومفيدة للجسم لحاجته لها». 
تلك المحطات ووجود المياه تُهدئ من مخاوف المواطن ووجودها يسهم في ازدهار المدن والأراضي والزراعة والصناعة، ويسارع في التنمية الاقتصادية، وحتى لو كانت تلك المدن تجري فيها الأنهر مثل مصر والسودان وسوريا والعراق، فهي تحتاج إلى وفرة للمياه لتدفع عنها مخاوف وشبح العطش والجفاف. 
مشاريع تلك المحطات تتطلب تكاليف مالية باهظة، لكن إنقاذ الشعوب من أزمة للمياه والطاقة الكهربائية وللاقتصاد والزراعة وغيرها، تحتاج إلى اجراءات سريعة ومساعدة بعضها البعض لدفع شبح المجاعة بسبب نقص الغذاء والمياه. 
بعض الدول العربية أو أغلبها يعتمد على هطول الأمطار الغزيرة وعلى المياه الجوفية والآبار، ولها خطط في الحفاظ عليها دون هدرها وهو نظام يجنبهم من إنشاء محطات تحلية المياه، لكن إلى متى؟، فالمواطن يعاني من وصول الماء إلى بيته لأيام. 
ولفت انتباهي في الـ”فيسبوك” مناشدة لرجل أعمال كويتي لدول الخليج العربي والسعودية، لمساعدة العراق في قضية جفاف نهر الفرات، وحتى دجلة ومشكلة السدود التركية وقطع تدفق الماء في الروافد من قبل الجانب الإيراني لتهئية وإعداد خطط ومشاريع أستثمارية عن طريق إنشاء محطات لتحلية المياه في بلدنا، أولا ولتعم الفائدة منها للمنطقة جميعها، وتشمل الشام والاردن ودول الخليج العربي لأن المنطقة تعاني من قلة الأمطار وشحتها، وتبدل في درجات الحرارة، وأشار إلى عرض مبادرات واعداد مشاريع استثمارية لإنتاج الطاقة الكهربائية وتوفير المياه لبلدنا قبل أي شيء، وما يؤثر ذلك بشكل إيجابي في المنطقة كلها، وتنعم الأراضي بتربة صالحة للزراعة ومياه تكثر فيها الثروة السمكية، من دون أملاح، وتكثر أيضا الثروة الحيوانية وتنشأ خلالها أنواع المشاريع، وسيكون هناك ازدهار وخير يعم الجميع، وكما يقول: من خلال مشاريع تلك المحطات والمشاريع اللاحقة، سنحقق فرص عمل كثيرة تستوعب الشباب ونقضي على البطالة وسيعمل جميع الاختصاصات فيها من الخريجين والمهن. 
في السابق كان همنا الوحيد هو النفط ونتباهى في ارتفاع سعر البرميل وما زلنا، لكن ما يشغل الشعوب ويزداد شكواها، هو ندرة الأمطار وتغير في المناخ وقلة المياه وما لها من تداعيات أخرى كثيرة على حياة
الإنسان. 
نتمنى من الحكومة ومجلس النواب ووزارة الصناعة والزراعة والتخطيط، من وضع خطط سريعة وإبداء التعاون مع دول وشركات لها باع في إنشاء محطات لتحلية المياة، فالجفاف والتصحر تسللا إلى أطراف مدننا، وأشكال الموت البطيء ستلاحق المواطن، عن طريق انعدام الأمن الغذائي وما له من تأثيرات في النمو الاقتصادي للبلد، وتفريغ البلد من العملة الصعبة، التي تستخدم للاستيراد، التي أهلكت حتى مواردنا المالية، لذا ولكثرة أسباب فلا مفر من التحضير لإنشاء محطات لتحلية المياه والحد من مخاوفنا على مستقبل بلدنا وأولادنا وحياتنا.