في ذكرى ثورة العشرين.. الأهازيج الشعبيَّة ألهبت حماس الثائرين

ثقافة شعبية 2022/07/06
...

  علي ناصر الكناني
 
الأهزوجة أوالهوسة التي يتكفل بنظمها وترديدها المهوال، وهي عبارة عن مقاطع او قصائد تقال في المواقف الحرجة بغية استنهاض العزائم والهمم لدى الرجال المجتمعين وحثهم على الاندفاع إلى ساحة القتال والمجابهة.
واشتهر بنظم وقول هذا النوع من الأهازيج والهوسات عدد كبير من الشعراء الذين كان لهم الدور البارز في ثورة العشرين، حين انتفض الشعب بكل فئاته وأطيافه ضد التسلط الاستعماري البريطاني على البلاد.
واستذكر الشاعر عبد السادة الكصاد أشهر الهوسات قبل أكثر من أربعين عاماً التي كان لها الدور الفاعل في تأجيج حماس الثوار وتقوية عزائمهم، ومنها:
من هلهلت وبويد إجوها
فزوع العشاير تلكوها 
جيوش كثرة  سدروها 
وإطوابهم كلها خذوها  
هوايه المياجر عكبوها 
وأشار الكصاد إلى مشاركة المرأة العراقية في ملحمة ثورة العشرين الخالدة بإلقاء الشعر والأهازيج  لشد عزائم الرجال ومرافقة الثوار في القتال وبالأسلحة المتواضعة والبسيطة التي لا تتعدى البنادق القديمة والفالة والمكوار وغيرها من الأسلحة التقليدية، وكان مجموع شاعرات الثورة ما يزيد على أربعين شاعرة وأذكر منهن: حضية العارضية وسكينة العسل وزهرة الجابرية وسكونة الكرعاوية وداهية البدرية وفطومة آل إبراهيم وأخريات غيرهن.
ونوه الكصاد إلى أن الشاعرة فطيمة بنت كاطع من عشيرة بني عارض من الرميثة كان لها ثلاثة أولاد وزوجها مع المجاهدين، وقد استشهدوا جميعاً في المعارك التي جرت في منطقة العارضيات، فكانت هذه المرأة المجاهدة تقف في وسط  المعركة وتثير الهمم وتشد من اندفاعهم في الذود عن وطنهم ودينهم، وعندما استشهد ولدها الأكبر وقفت على  جثته وأنشدت قائلة: 
عفية إولدي شيال راسي 
ردتك ترد ذوك الجواسي 
وبموتتك قويت باسي 
وبعد مقتل زوجها هو الآخر وقفت نادبة:
عمرك كضيته إبعز يميزر 
ولا واحد اليدناك يكدر
وبمعزتك إتعارج العسكر
ولمواطنك معرض مكنطر 
الفخر الك جاورت حيدر 
يذكر أن هذه المرأة بعد أن فقدت زوجها واثنين من أولادها في المعركة جاءت لولدها الأصغر ويدعى حاتم الذي نفدت ذخيرته، وذهب إلى الرميثة ليشتري بعض احتياجاته فتأخر هناك، فجاءت إليه وهي تصرخ في وجهه وتلومه عن تأخره عن اللحاق بأبناء عمومته إلى ساحات المعارك وهددته بعدم الرضا عنه فما كان منه إلا أن أسرع مندفعاً وهو يحمل سلاحه إلى ساحة المعركة وهي تملأ الأجواء صخباً بزغاريدها. 
ونعت الشاعرة الجنوبية زهرة بنت محيسن من عشيرة الظوالم أحد الشباب الشجعان في بغداد وهو الشهيد عبد المجيد كنة حين ألقت السلطات المحتلة القبض عليه بتهمة التحريض على الثورة ونفذت حكم الاعدام فيه يوم 25 أيلول عام 1920 فأثارتها هذه الحادثة قائلة: 
البغداد ياطارش إتعنه 
 كلها الرميثة إجذبت ونه
إمن اسمعت بعدام ابن كنه 
عفرم عله الليث المجنه 
عبد المجيد امسى الوطنه 
شهيد وسجل التاريخ عنه 
للوطن ما خيبت له ظنه