ثقافة الأمسية

ثقافة شعبية 2022/07/06
...

كاظم غيلان 
ألقى الباحث والفنان د. سعدي الحديثي محاضرة عن الأغنية والبيئة في أمسية أقامها له اتحاد أدباء العراق عند واحد من مساءات بغداد السبعينية الباهرة جمالا وثقافة وفناً، ازدحمت حديقة الاتحاد بالحضور الذي استمتع بقيمة المحاضرة الفنية وشخصية المحاضر الملمة بمعرفيات عالية لفن الغناء، ولربما يتذكرها من عاش تلك الحقبة ليومنا هذا .
النشاط الثقافي ليس لحظة عابرة، إنما معرفية ترفدنا بكل ماهو قيم ويعزز مداركنا ويوسع من
مساحاتها .
تحولت الأماسي في فترة شهدت احتقاناً طائفياً، فغدت أصبوحات، واليوم تعود تدريجياً لحالها الأول وأعني 
أمسيات . 
الذي نريده من النشاط الثقافي ابتعاده عن التكريس المبني على وفق المجاملات والإخوانيات التي تنتجها الشللية المقيتة (الكروبات) وتعمل على التنوع الثقافي - الفني الذي يسهم بإقامة حاجز بيننا ورطانة السياسة وأهلها، فقد بات خطابها مملاً يبعث على التشاؤم والكدر، لا سيما أن من يحضر لفعالية ثقافية أو فنية تراه متعطشاً لاسترخاء يكفل له إبعاد رأسه عن أي صداع سياسي أمضى نهاره به سواء على صفحات التواصل الاجتماعي أو نشرات الأخبار والتقارير واستضافات (المحللين السياسيين) الذين أصبح معظمهم لنا مصدر 
شؤم.
النشاط الثقافي مصدر من مصادر حيويتنا واستمرارنا في مقاومة اليأس والإحباط، وكلما كان معرفيا أحببناه ورحنا نضحي بجزء من وقتنا المضطرب لأجله .
الأمسيات الشعرية هي الأخرى جرفتها الرتابة وسط ضجيج أصوات نشاز لا تجيد إلا صراخ : اعد...الله ...الله ..اعد.
لماذا لا نعيد المبهج في حياتنا الثقافية ونبعد عنها ثقافة الصراخ؟ أليس من حقنا ذلك؟
لنعيد المبهج إذن فنحن بحاجة ماسة له .