ازدحامات بلديَّة

آراء 2022/07/16
...

 بشير خزعل
 
مع بداية ازدحام شوارع بغداد الصباحي، وحتى في أيام الامتحانات أو الدوام الاعتيادي للمدارس والجامعات من كل عام، دائما ما تشمر امانة بغداد عن سواعدها في ساعات الذروة الصباحية للقيام بأعمال الحفر ورصف الجزرات الوسطية وجمع القمامة وتجذيب الاشجار، وتقف آلياتها الكبيرة وسط الشوارع، غير آبهة بزحام السيارات، التي تتحول إلى طوابير طويلة ينتج عنها اختناق مروري متعدد الاتجاهات، في الأعوام السابقة كانت تتعذر الأمانة بسوء الأوضاع الأمنية في عدم استغلال الساعات المتأخرة من الليل لمزاولة أنشطتها الخدمية، الآن وبعد استقرار الوضع الامني في بغداد وضواحيها، لم تفكر أمانة بغداد في هذا الامر، واصبح خارج حساباتها، لا نتحدث هنا عن الوجبة المسائية لسيارات القمامة، بل عن أعمال صيانة الجسور واعمال الحفر والتصليح للشوارع ومد خطوط الانابيب وغيرها من الأعمال الاخرى، هذه الفوضى في ترتيب أولويات العمل من قبل الدوائر البلدية، التي لا تكترث لزحام الشوارع، يزيد من ضغط الشارع على الموظفين وطلاب المدارس وأصحاب العمل، ممن يواجهون صعوبة الوصول إلى وجهاتهم بسبب اختناق شوارع العاصمة، التي تعاني بالأساس من كثرة السيارات وتردي واقع الطرق المتهالكة، إعادة النظر في تحويل الأعمال النهارية لبداية الساعة الثانية عشرة ليلا كما نرى ونسمع في باقي الدول القريبة والبعيدة، حتما سيخفف من الضغط على شوارع العاصمة وسيعطي مرونة أكبر للعاملين في أمانة بغداد من ممارسة أعمالهم، بعيدا عن الاختناقات المرورية، فوضى الأعمال من قبل المقاولين والشركات التي تعمل مع أمانة بغداد، أصبح مربكاً ومزعجاً لمستخدمي الطرقات، والبعض منها تسبب في حوادث خطيرة، فمن غير المعقول أن يزدحم شارع رئيس بطوابير طويلة من السيارات، بسبب رافعة تتوسط الشارع لتقطع أغصان الأشجار مع ساعات الصباح الأولى، أو سيارة حوضية تسقي المزروعات في الجزرة الوسطية، لسنا في صدد إلقاء اللوم أو النقد على امانة بغداد، بل تساؤل مشروع عن سبب عدم مراعاتها لزحام شوارع بغداد وما تعج به من فوضى صباحية مع بداية الدوام، تقاعس العاملين والمقاولين والبلديات عن الأعمال الليلة وتفضيلهم الاعمال في ساعات الدوام الرسمي، لا يعني بالضرورة الاستماع إلى رغباتهم على حساب المصلحة العامة، التي يتضرر منها مئات الآلاف منم المواطنين يوميا، بسبب زحام الشوارع في بغداد واغلب مناطقها الآخرى.