بغداد: حيدر فليح الربيعي
دعا الخبير الاقتصادي، الدكتور علي هادي جودة، الى ضرورة استغلال التقارب العراقي الخليجي لتحقيق تكامل اقتصادي تنموي في مختلف المجالات، لا سيما الصناعيّة والتجاريّة، والعمل على تأسيس منظومة للتعاون المشترك، مقترحا تأسيس مدن صناعيّة بين العراق والدول التي شاركت في قمة جدة مؤخرا، وفي حين حث على إنشاء صندوق استثمارات مشترك، شدد على ضرورة إعادة تفعيل مُبادرة مؤتمر أصدقاء العراق الذي عقد في الكويت لإعمار المناطق المحررة.
وحضر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مطلع الأسبوع الحالي، مؤتمر "قمة جدة" الذي شاركت فيه دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والولايات المتحدة الأميركية، وشهد تأكيد المشاركين على تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وقال هادي، إنَّ "مساعي الانفتاح على المحيط العربي والإقليمي لا بد أن تسير باتجاهات متوازية تحفظ للعراق أمنه القومي وتعزز قدرته على تأمين مصالحه السياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة"، مبيّنا أنّ "الاقتراب من فكرة التكامل الاقتصادي وتعظيم الفرص الاستثمارية عبر تحالفات بين العراق وجواره ومنظومة التعاون الخليجي تبقى الطريق الأقرب لتحقيق معادلة تنمية اقتصادية حقيقية حيث تمتاز الأسواق لهذه المنطقة بتوافر أوجه التعاون والتكامل الجغرافي، لا سيما مع توفر عناصر الإنتاج، وكذلك الأيدي العاملة".
ويرى هادي، ضرورة "إنشاء صندوق استثمارات يسهم فيه العراق والدول الخليجية ومصر والاردن وينفذ مشاريع استثمارية داخل هذه البلدان".
وحث الخبير هادي، على أهمية استغلال ذلك التقارب في تحقيق حزمة إنجازات اقتصاديّة، أبرزها "تفعيل العمل في ميناء الفاو الذي يمثل هوية العراق الاقتصادية المستدامة ومصدرا مهما يمكن له، من خلال تأسيس شراكة عبر ربطه مع موانئ دول الجوار ليكون حلقة الوصل بين جغرافيات قارية متعددة يكون الجميع فيها رابحا، وكذلك إقامة مدن صناعيّة مشتركة بين العراق ودول القمة وبنسب متساوية في المنتج والعمالة واللوجستيك بما يضمن حقوق الجميع".
وأوصى المتحدث، باستغلال ذلك التقارب "العراقي-الخليجي" في حسم ملف المياه مع دول المنبع (تركيا، ايران) وفقاً لاتفاقيات ستراتيجية مُلزمة تستند الى مصالح مشتركة دالتها ميزان المدفوعات الذي يمثل ورقة ضغط عراقية على تلك الدول، والسعي لاستثمار الدول التي شاركت في قمة جدة ليكونوا أدوات قوية تساعد العراق في تفاوضه وتعزز من موقفه.
