عدنان أبوزيد
كانت القوى السياسية العراقية تدعو قبل الانتخابات وما بعدها إلى السرعة في تشكيل الحكومة، وبعد خلاف واختلاف، انسحب التيار الصدري من مجلس النواب ومباحثات تشكيل الوزارة المرتقبة، وما إن أعلن التيار، ذلك حتى أعلنت قوى في الإطار التنسيقي عن عدم المشاركة في الحكومة، فمن يتحمل المسؤولية اذن، ولماذا الهروب إلى الأمام خشية الإخفاق؟.
لا شك في أنها معادلة غير منطقية تلعب عليها القوى التي تضرعت وبحماس منقطع النظير إلى تشكيل الحكومة، ثم تتقاعس عن المشاركة فيها.
ولم يحدث ذلك في ديمقراطيات العالم على الاطلاق، أن الأحزاب تتوانى عن الفوز بالحكومة من اجل خدمة شعبها، تأويل واحد لهذا التناقض، فهذه القوى ترفض تحمّل مسؤولية المستقبل، وتتدافع ليس لقبول التحدي، بل تنفر منه، خوفا من فشل محتمل، يحسب عليها، الذي يشجّع على هذه المعادلة الغريبة، أن هذه القوى لا تجد اية خسارة في عدم المشاركة، ولو ارتبطت مصالحها بالمشاركة في تشكيل الحكومة من عدمها لتحمّست لذلك، لكنها تنحسب منها لأنها تدرك أن لا تأثير سلبيا على امتيازاتها وسلطانها، إن من لا يعمل لا يُخطِئ، ومن لا يتحمّل المسؤولية لا يفشل، ومن يراقب من اعلى الجبل، ليس كمَنَ يحرث في الوادي، يبدو أن تلك القوى فضّلت الركون على جانب الطريق، مع الاحتفاظ بالامتيازات، فاذا تحكّم الفشل، قالت لسنا مسؤولين عنه، لكنها في الواقع مشاركة خلف الكواليس في المغانم والقرارات.