بغداد: سرور العلي
تمكن الشاب البابلي فاضل أحمد من قيامه برحلتين الأولى استغرقت (146) يوماً، على دراجته الهوائية، إذ قادها من مدرسته في ألمانيا وصولاً إلى العراق، والثانية عن طريق الباص، قاطعاً بذلك غابات وجبال ومدن مختلفة، وذلك بعد أن تم قبوله بمنحة دراسية من مدارس العالم المتحدة بألمانيا، وكان الهدف منها جعل التعليم قوة لتوحيد الثقافات والشعوب والأمم، وإرساء السلام وبذور الخير والمحبة. وأوضح أحمد "غادرت ألمانيا مروراً بفرنسا على ضفاف قنوات المياه التي تنطلق من نهر الراين، ثم انطلقت إلى التشيك نحو عاصمتها براغ، لأقوم برحلة واسعة إلى النمسا، والعاصمة السلوفاكية براتسلافا وبودابست".
وعن أسباب قيامه بتلك الرحلة الممتعة، بين "أحببت أن أعرف السكان في ألمانيا بتاريخ العراق وثقافته، خاصة أنها تضم أفراداً من مختلف الجنسيات، وتغيرت وجهات نظر البعض، وأصبح لدي أصدقاء كثيرون هناك، كما رغبت بنشر التوعية حول تغيرات البيئة والمناخ، وكيفية الحفاظ عليها كوننا جزءاً منها". ولم تقتصر رحلته على تلك المدن فحسب، بل زار الكثير من العواصم والبحار ومنها، اسطنبول وعين تاب وقونيه، والبحر الأسود وبلغاريا، مؤكدا "التغيير الاجتماعي يبدأ ببطء عن طريق السلام،
والعزيمة والإصرار". وتعلم أحمد خلال رحلته أموراً كثيرة حول البيئة والاستدامة، وسكن في الغابات عدة ليال، وعاش مع سكان مدن أوروبية مختلفة، وكان يطبخ لهم الأكلات العراقية. ويتحدث أحمد عن زيارته لمدينة الموصل، قائلا: "دهشت عندما وصلت المدينة ورأيت شبابها وجهودهم الذاتية، لإعادة إعمارها رغم إمكانياتهم المحدودة ما زاد من أملي، فبهذه الطاقات يقوى مجتمعنا وينهض".
ويطمح للعمل بمجال البيئة بالشرق الأوسط، لتعريف الناس بأهمية هذا المجال، والبيئة التي هي مصدر الطاقة المتعددة، لا سيما أن تلك المنطقة غنية بها، وشكا من قلة الاهتمام بالبيئة في العراق، مع أننا نواجه مخاطر بيئية، كانحسار الأراضي الزراعية، والجفاف والتصحر، وارتفاع درجات الحرارة.
ونصح أحمد في ختام حديثه بقية الشباب قائلاً "عليهم أن يتمسكوا بالعزيمة والإرادة، والإصرار على شق طريقهم لتحقيق أحلامهم، والتعلم من تجارب الآخرين، لاسيما أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة".