موصليون ينتقدون تلكؤ إعمار المنطقة القديمة

ريبورتاج 2022/07/24
...

 شروق ماهر 
أكثر من خمسة أعوام انتهت على إعلان مدينة الموصل محررة بالكامل، والإعلان عن بدء إعمار مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، التي اعلنت عنها رسميا المدينة المنكوبة خلال الحرب على عصابات داعش الارهابية، لكنها ما زالت لم تر معالم الاعمار الا القليل منها، رغم التخصيصات التي تلقتها الحكومة المحلية، وتم صرفها من قبل مجلس الوزراء لإعمار البنية التحية وغيرها من دوائر ومستشفيات ومنشئات مدنية منها وعسكرية.
ويقول المقاول عن نينوى عامر الجبوري في تصريح لـ(الصباح) إن "أحد أبرز أسباب تلكؤ المشاريع في مدينة الموصل وتحديدا الموصل القديمة هو الحكومة المحلية، التي تشرف على زمام إعمار المدينة بجميع جوانبها، اضافة لمدينة الموصل القديمة، التي ما زالت لم ترَ نور الإعمار بعد".
 
إرهاب
ويضف الجبوري إن "هناك سياسة من قبل المسؤولين في المحافظة على الإعمار، وتلاعباً بأيدٍ خفية تعمل مع مقاولين تحت عنوان (اشكد نسبتي؟)، وهذا ما دفع أغلب المقاولين للابتعاد عن التعامل مع هؤلاء المسؤولين، الذي غايتهم هو سرقة المبالغ وليس الإعمار الحقيقي في هذه المدينة، التي عانت من إرهاب  داعش مرة، ومرة من إرهاب الفساد المنتشر فيها".
ويؤكد المواطن خليل سلام من سكان المدينة القديمة لـ(الصباح) أنه "ما زال هناك نحو 60 % من الموصل القديمة مدمرة ولم تدخل حيز الاعمار، والسبب يعود للحكومة المحلية الحالية والسابقة ايضا، فكل حكومة محلية  تتولى الموصل لها حصة، وتشارك بعملية (نص علية ونص عليك)، لذلك لم ترَ الموصل الإعمار مطلقا، وأغلب نواب نينوى يعملون على مساومة المقاولين لإخضاعهم لنسبة مالية، وبالتالي المقاول يترك الإعمار، وهذا ما جعل الموصل القديمة وغيرها حتى اليوم وهي تنهي عامها السادس بعيدا عن الاعمار".
 
تعويضات ولكن!
وتطالب الحاجة ام خالد  تعويض منزلها المدمر وتعويض ابنها النقيب خالد الشهيد، وهي ما زالت لم ترَ أي مبلغ من التعويضات التي تصل الى مدينة الموصل، والتي توزع بين المعارف والاصدقاء بحسب تصريحها، حيث ما زال هناك أكثر من ألفي أسرة لم تتسلم تعويضاتها حتى اليوم.
 
1000 خيمة
وما زالت هناك اكثر من 1000 أسرة نازحة من سكان مدينة الموصل القديمة تقطن بمخيمات النزوح، على الرغم من انتهاء خمسة أعوام من التحرير، واعلان البناء واعمار المناطق المتضررة وتحديدا القديمة التي اعتبرتها الحكومة العراقية بالمنطقة المنكوبة، وايضا قضاء سنجار والبعاج وتلعفر والحضر، وغيرها من الأقضية التي ما زالت تشهد تلكؤاً بالإعمار بسبب النواب والمقاولين، الذين يراهنون على نسبة مبالغ وحصص تدخل جيبوها من هذه المبالغ، التي تصرف بين الحين والآخر للاعمار والبناء، لكن من دون حسيب ورقيب. 
ويقول النازح في مخيم الخازر ابو عبدلله السراج من سكان الموصل القديمة لـ(الصباح) إن "في هذه المخيمات التي تعد على مشارف اقليم كردستان وأخرى داخل كردستان ما زال أكثر من 1000 أسرة تقطن هناك، وتود العودة الى منازلها بالموصل القديمة، لكنها ترى منازلها حتى اليوم ركاما، ولم يتحرك  فيها شيء من الإعمار، ويعزز كلامه بإمكانكم رؤية المنطقة القديمة.
ويضيف السراج بأننا "تعبنا من النزوح والسكن بالعراء، وبالتحديد في فصل الشتاء البارد، فقد ودعت فيه أمي المريضة بالقلب وابني الصغير يوسف إثر لدغة عقرب جراء النزوح العام الماضي، وكما أود العودة الى منزلي في الموصل القديمة، الذي استهدفته الطائرات الأميركية خلال الحرب  على داعش".
تخصيصات جديدة
من جانبه أعلن صندوق اعمار المناطق المتضررة في محافظة نينوى تخصيص 110 مليارات دينار لإعمار ما تبقى من دمار في عموم مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، على خلفية انتقدادت تلكؤ المشاريع في مدينة الموصل، وقال مدير الصندوق الاعمار المهندس سالم يحيي في تصريح لـ(الصباح) بأنه "تمَّ تخصيص 110 مليارات دينار لصندوق الإعمار في نينوى، وسيتم صرفها على المشاريع ذات الاولوية والاهمية، وأبرزها الكهرباء بالتعاون مع محافظة نينوى".
واضاف يحيي أن "الصندوق لديه خطة من المحافظة لمشاريع لم تنفذ بقيمة 200 مليار دينار، سيكون  للصندوق ترتيب وخطة بالعمل مع محافظة نينوى للبدا بمشاريع ذات الأهمية، والاولوية تقدر كلفها بـ110 مليارات دينار حسب الاسبقيات، التي ستحددها ايضا المحافظة ضمن موجب متطلبات قرض الامن الغذائي، الذي يتركز على  إعمار مشاريع الكهربائية والمشاريع التي تشغل اكبر عدد ممكن من الأيادي العاملة".
وبين يحيي أن "ما يخص المشاريع الصناعية والقطاع الخاص  فهي غير مشمولة بمبالغ صندوق الإعمار".
مبينا أن "الصندوق على استعداد لإعمار اي مشروع صناعي قد يخدم محافظة نينوى ضمن باقي المشاريع الخدمية للمحافظة".