وليد خالد الزيدي
تتغير احصائيات احتياطي النفط العراقي تصاعديا مع استمرار الاستكشافات الجديدة في مجال الحقول النفطيّة في أرض البلد الواسعة، فبعد أن أشارت تقديرات دوليّة وفق مسوحات جيولوجية متخصصة وعلى نطاق واسع، أن احتياطيات العراق النفطيّة في أعوام الثمانينات والتسعينات الماضية بلغت 80 مليار برميل مؤكدة، فيما قدرت احصاءات حديثة بداية العام 2003 احتياط النفط العراقي بـ 112 مليار برميل، حتى وصل العراق لمصاف خامس أكبر احتياط للنفط في العالم بكمية 140 مليار برميل، في احصائيات حديثة، ونظرا لاستمرار الاستكشافات النفطيّة الجديدة يحتمل أن يحتوي العراق كميات هائلة من الاحتياط النفطي.
وكان خبراء وزارة النفط قبل الحرب عام 2003 قد توقعوا وصول الاحتياط النفطي العراقي الى 300 مليار برميل، بيد أن تلك الرؤى قابلة للواقعيّة الى حد بعيد، نظرا لدراسات علمية، وشواهد ملموسة بعد ذلك، ودخول شركات عالميّة متخصصة وانفتاح العراق على تلك الشركات وتسهيل عمل الهيئات الخاصة بالمسح الجيولوجي لمناطق العراق كافة.
ما يلفت النظر في هذا المجال هي الاستكشافات الجديدة شمالي العراق، لا سيما في محافظة نينوى لكونها تحوي حقولا معروفة اكتشفت منذ ما يقارب 90 عاما وهي حقل عين زالة وحقل بطمة وهما حقلان صغيران، ذوا طاقات انتاجيّة واطئة، كذلك حقل صفية المتاخم للحدود السورية، وحقل القيارة.
لكن الحقول الجديدة المكتشفة في المحافظة التي يجري العمل على تطويرها منذ سنتين تقريبا أربعة حقول هي حقل ساسان قرب بادوش غرب الموصل وحقلا جاون وقصب جنوبها، وحقل علان غرب نينوى.
الجدير بالاهتمام هو الخطط الأمنية التي نفذتها محافظة نينوى الخاصة بتأمين الحماية الكاملة لشركات الاستكشافات، ومن خلال محافظها الذي اكد أن محافظته تعكف على تأمين حراسة مستمرة لجميع العاملين في نينوى التي تضم حقولا كبيرة تحوي احتياطات نفطيَّة هائلة في مناطق القيارة وتلعفر لدعم العمل والمساهمة في مواصلة البحث والاستكشاف في هذا القطاع المهم.
من الضروي أن يتطور العمل في تلك الحقول لكسب عوائد ماليّة كبيرة في حال استقرار الانتاج فيها، فضلا عن فوائد أخرى كثيرة تخص استثمار كميات كبيرة من الغاز المصاحب لعملية الاستخراج أو الانتاج، فضلا عن ذلك يمكن إنشاء مصافٍ للمشتقات النفطيّة ودعم الصناعة عموما، من شأنه أيضا الاسهام في تشغيل كثير من الطاقات الوطنيّة الواعدة التي تعد بالآلاف من خريجي الكليات الهندسية المتخصصة والمعاهد النفطية، وغيرهم من فنيين وإداريين وحرفيين، الأمر الآخر هو ان معظم تلك الحقول تقع غرب المحافظة وقرب مناطق الجزيرة وبالإمكان إحياؤها وإعمارها وجعلها مدناً عامرة
ومأهولة.