هيام سليمان*
تعد الأسرة أول خلية في تكوّين المجتمع، فإن صلحت صلح المجتمع، وإن فسدت تراكم الفشل، حتى يصل إلى القاع، وللوقوف على عتبات المشكلات والحلول يلزمنا شد الرحال إلى البدايات، أي كيمياء التواصل الفطري الذي اقتضى وجود أنموذج في قراءة أساليب الحياة.
وهنا لدينا خيارات عدة منها، الاندماج والانصهار في هوية المجتمع، او العزف المنفرد على وقع الاختلاف.
الأسرة في أرفع درجاتها الإنسانية كانت وما زالت محط اهتمام الأديان والرسائل السماوية وبقية المجتمع، وكذلك في الآداب والتاريخ والثقافة.
وقد تعرضت الأسر للانقسام العمودي، والذي تسبب في افعال منضبطة وغير منضبطة، خرج منها المبدع والعبقري والمجنون والمجرم.. الخ، فإذا تمايزت الأسر أفرزت مجتمعا راقيا، وإن تنافرت خلقت خللا بنيويا من الصعوبة تداركه.
بالعادة الأسر في المجتمعات البشرية مصدرها الأب والأم، ويلتحق بهم الأبناء، وقد تكون الأسر مغلقة على هذا العدد أو مفتوحة لتستوعب الجد والجدة وأحيانا بقية الأفراد من الأقارب، وتتعدد أساليب التربية وتتنوع بحسب مصادرها الثقافية والدينية والفكرية والعلمية.
ومن هنا يبدأ التحدي من أجل البقاء، ولا أقول الصراع من أجل البقاء.
إن الأسرة هي مؤسسة فاعلة في الحياة الاجتماعية تصون الابناء من التشظي والضياع والخروج عن المألوف، وكذلك تمارس دورها وانسانيتها العالية فترتقي بوعيها وتسمو بفكرها لتتغاضى عن كل ما هو تجريدي، وغير مُفيد لتصبح التجربة خير برهان لحياة تحمل في طياتها وفرة من السلام والطمأنينة والفرح للآخرين.
واعتماد خيار الأسرة الناجحة اجتماعيا وثفافيا وعلميا، بمثل وشائج لا تنفصم عراها.
لنبتعد عن استعراض نماذج فاشلة في هذا التشكل الأسري، كي لا نكرس الفشل.
الحديث عن النجاح الذي تخترقه الأسرة هو ديدننا وهو الفكر السوي، الذي نسعى إليه وهو واحد من مؤشرات نجاح الأسر المنتجة المتحابة الملتزمة والحرة إلى حد ما، وهذه الاسر تقدم نماذجَ نافعة للمجتمع وتعد أحد روافد الحضارة.
والأسرة مؤسسة عقد اجتماعي تصونه الدساتير.
التي نظمت العلاقات ضمن المجتمع والدولة.
وبنظرة تراكمية للمجتمع نكتشف الكثير من المشكلات وبالتالي لا بدَّ من الحلول، أما أن ننظر إلى أي تعثر على أنه خطأ هذا يعد مرضا مقلقا، ولكن يبقى الرهان على غياب الفجوة بين الأجيال هو واحد من ادوات حلحلة عوامل الخراب.
*كاتبة سورية