تعد مدينة الزعفرانية من مدن بغداد الجميلة التي تقع جنوب شرقها في نقطة التقاء نهري دجلة وديالى وهي جزء رابط بالمحافظات الجنوبية، وكثافتها السكانية عالية وتشتهر بروعة بساتينها الخضراء على امتدادها وفيها معامل صناعية مهمة وشهدت في الآونة الأخيرة تطورات لافتة في تنمية مرافقها.
منها الاهتمام بالحدائق وإضاءة شوارعها وأعمال تطوعية لتزيين المدينة، فهي مدينة حيوية باذخة الخير، إلا أن هذا الجزء الفاعل يتجه صوب أزمة حقيقية تفرض وجودها القاسي على سكانها في المدينة الكبيرة بشح مياه الشرب منذ أكثر من شهرين في حر قائظ جداً لا يرحم وقد تسبب في جفاف الحياة، وبقي توفير المياه وبأي واسطة الشغل الشاغل لأهالي الزعفرانية، معاناة أهلها كبيرة من انقطاع الماء لأكثر من شهرين في صيف مرير يطلب شرب الماء بكثرة والاستحمام وتشغيل المبردات والمشكلة قائمة بدون حلول جذرية، وتبذل بلديتا الكرادة والزعفرانية جهوداً طيبة لتوفير ما يمكن توفيره من المياه للبيوت، وقامت الشرطة الاتحادية بدور كبير يسجل لصالحها مشكورة في تخصيص السيارات الحوضية لنقل المياه إلى البيوت.
لكن هذه الخدمات المقدمة للمدينة هي إجراءات وقتية لا تحل المشكلة لغرض امتصاص غضب سكانها وقد خرجت فعلاً تظاهرات تطالب المسؤولين بتفكيك الأزمة للحيلولة دون بقاء الأزمة وتفاقمها على نحو يهدد حياة الكائنات الحية.
وشكا المواطن احمد عباس من المحلة 979 من شح الماء وانقطاعه تماماً عن الزعفرانية بمحلاتها وأزقتها في صيف حرارته لا تطاق ولا بد من توفير المياه لهذه المدينة التي بات العطش يسيطر عليها من دون رحمة وأمانة بغداد مطالبة بتجاوز الأزمة الإنسانية.
يقول المهندس عباس عبود إن تفاقم المشكلة يتطلب معالجة حقيقية من خلال استبدال الخطوط الناقلة للمياه واقفال الصيانة وتحديث الشبكات، إذ إن أغلبها قديمة فضلا عن تجاوزات من قبل العشوائيات على تلك الخطوط، ما يقلل من فرص الحصول على حصة مياه كافية للبيوت الأصلية، لافتاً إلى أن بناء المساكن في الأراضي الزراعية يتطلب خدمات إضافية مثل شبكات الكهرباء والمجاري وإكساء الشوارع.
ويتساءل المواطنون عن سقف زمني معين لانتهاء المشكلة الإنسانية، وإذا انتهت الآن بإجراءات ما فهل ستتكرر وتنفجر الأزمة، سؤال كبير أمام أمانة بغداد للإجابة عليه، لا سيما أن هناك مدناً أخرى تعاني من شح المياه وايصالها للمنازل مثل الحسينية والتاجي والبلديات وغيرها من المدن المحيطة بالعاصمة بغداد، وإن تحديث شبكات المياه يقلل من ضائعات المياه وتتم الاستفادة منها لأغراض أخرى مع الإشارة إلى وجود هدر كبير في المياه الصالحة للشرب من قبل
الناس.