التقاليد البابليَّة في المجتمع الحلي المعاصر

ثقافة شعبية 2022/07/28
...

 بغداد: محمد اسماعيل
ورث المجتمع الحلي المعاصر، تقاليد وعادات رفيعة، من حضارات بابل المتعاقبة عبر التاريخ، وفي معرض دراساته كتب أ. د. خالد عليوي العرداوي: "استعمل الفيلسوف الأميركي جون ديوي مصطلح "القديم المستمر" في كتابه "الطبيعة البشرية والسلوك الإنساني" ليقصد العادات والتقاليد الموروثة من الأجيال الماضية.
والمستمرة بتأثيرها في أنماط التفكير والسلوك والقيم للأجيال الحاضرة" مواصلا: "بلاد ما بين النهرين، ومعها معظم بلدان الشرق الأوسط لم تنقرض شعوبها من الوجود، كما لم تهاجر بشكل كامل من أراضيها لتعيش في أراضٍ جديدة تبتدئ منها تجارب عيش مختلفة، بل إنها استمرت في الوجود والتناسل على الأرض نفسها، لذا هي شعوب لم تتخلص بتاتاً من جغرافيتها، وتجارب أجيالها القديمة فوق هذه الأرض، وما زالت هذه الشعوب مستودعاً ضخماً لذاكرة تاريخية مستمرة، وطاقة لا شعورية عظيمة ناتجة عن تجارب أسلافها مع حكوماتها وجيرانها وأديانها وأعراقها وطوائفها وجميع وحداتها الاجتماعية".
وأكد الفنان إياد الزبيدي أن: "الممارسات التي يستخدمها البابليون في الطرز المعمارية، مائلين إلى الألوان الشذرية، خصوصا الآن عند شعور الشباب بالهوية الوطنية؛ يحاولون تقليد المسلة وحيوانات بابلية وزراقات، تدل على صحوة جديدة تشعر الشاب ببابليته" مضيفا: "قسمت المنطقة الأثرية في بابل إلى منتجع وقرية أثرية، يتوجه اليها الشباب كل يومي خميس وجمعة".
وتابع: "بابل تتميز بقرب الآثار من الحلة، مركز المحافظة؛ لهذا بقيت خالدة تنعكس على تقاليد الأهالي وعادات الحليين، الذين يتصرفون بمسؤولية إزاء اللقى الأثرية" معطياً مثلا: "بورسيبا، يسمونها خطأً محرقة النبي ابراهيم، عليه السلام، تعاني إهمالا؛ فعمّرها الناس على نفقتهم الخاصة، بعد مناشدات لم تلق استجابة رسمية، ما يدل على التعاشق بين الآثار والتقاليد الاجتماعية 
الحلية".
لا يجد الفنان مؤيد محسن، صلة لبابل التاريخ بالمجتمع المعاصر: "العلاقة شبه ضعيفة، بل تكاد تكون معدومة، بين حضارات بابل التي اندثرت، والمجتمع الحلي الراهن؛ بسبب اقتحام الريفيين للمدينة، قادمين بعاداتهم هم، وتقاليدهم التي بسطوها على الحلة كمركز مدينة حاضرة".