- 1 -
ما إن كتبتُ سيرتي
حتى اهتدت الخرافة واستفاقت الأساطير.
صنعتُ قاربا من الكلام
ورحتُ أجذّف بلغات قديمة وجديدة.
كان الحب غيما
كان الحب موجا
كانت الريح قلوبا تغمرني ثم تُغرقني
ثم تغمرني ثم تُغرقني.
كان الشعر ملاكا خاطئا
سقط في التأويل.
كان الله سعيدا كإله،
وكنتَ حزينا وجميلا
وكنت أحبك . .
- 2 -
علينا أن نكافئ الأسرار بالنداء،
أن نكافئ النوم بالكوابيس الملائمة،
أن نكافئ الأبطال بالخسارات المتتالية.
علينا أن نحيا على سكك القطارات المستعجلة،
أن نموت في غفلة عن الطريق.
نكافئ السفر بأجسادنا،
نصفر مبتعدين
كي نعود بأشكال جديدة.
هكذا أحبك كما لو أنّك رجل آخر
سقط سهوا من فيلم قديم،
رجل شوهد قبل قليل يردد اسم شاعرة منتحرة.
وتحبني كما لو أنني امرأة أخرى
كما لو أنني شاعرة هذا النص الطويل،
هكذا نكافئ الحب
بالغرباء
وبالغناء.
- 3 -
أخاف أن أكذب
فيتكدّس الغبار فوق لساني،
تنبتُ لي جروح إضافية
وأطير.
أخاف أن أكذب
أن أوقد حطب الهجران،
أن أرتجل ثرثرة شعرية،
أن أغيّر مسار الفرح بحزن مفتعل.
أخاف أن أسرق من مجيئك ذهابا مدوّيا،
أن تنهزم فأغنم بك،
أن تنتصر فنخطط لمعارك أكثر شراسة.
أخاف أن ألد الضوء في عتمة الغرف الموصدة .
أخاف من الطرقات التي لا تتسع لضحكتي،
من الهواء الذي لا يكفيني،
مني
منك
من : دونك
من : معك
من كل ما يخاف بي
ثم يتسابق ليحتمي
في متّسعك.
- 4 -
كيف يستقرّ الغناء في حنجرة مترنّحة،
كيف ينبت الكلام بلا مُسكر حاد،
بلا ماء المودة.
الشاهدُ الوحيد،
الشاهد العيان،
الشاهد الأخير
تملكُ أن تقول،
أن تشي
أن تلمع في التهمة القديمة،
في الخطيئة الأولى.
أنت القوس الهارب من نشّاب العمر
المتساقط من اليدين.
وأنت الحارس الأمين خلف الأبواب المشرّعة على الرحيل
حيث السفر امرأة ترسم بقدميها الطريق،
تولم في المخيّلة ما غاب عن بال الأنبياء
ما غاب عن بال الشعراء،
وما لن يستقرّ في حنجرة
مترنّحة.