لا تقوم أمانة بغداد وبلديات المحافظات باستثمار موسم الصيف الطويل بتسخير الجهد البشري والآلي في تنظيف اختناقات شبكات الصرف الصحي وإزالة ما ترسب فيها من مخلفات وتراكم كمي جراء الاستخدام الرديء للشبكات، ولعل هطول الأمطار الأخيرة في مناطق متعددة أدى إلى غرق الشوارع والأزقة مع طفح مياه المجاري والمياه الساقطة، ولم تنفع الإجراءات الآنية بسحب المياه، إذ لا بد من وضع خطط من قبل الجهات المسؤولة لتفادي ما يحدث كل عام، ومعالجة الأخطاء من أجل ألا تتكرر المأساة، خصوصاً في الأحياء الشعبية التي تشبعت بيوتها بالرطوبة خلال العقود الماضية، ما يهددها بالانهيار.
***
التشوهات البصرية التي تتعرض إليها العاصمة بغداد ليس لها مثيل في عواصم مجاورة وهي بحد ذاتها تشكل تحدياً صريحاً لأية صورة جمالية محتملة لتزيين بغداد، من هذه الإساءات جملة إعلانية مكتوبة بخط رديء «كرين للأجرة» على أسيجة المدارس وجسور المشاة حتى وصل الأمر لجدران الجامعات والمعاهد، ناهيك عن استغلال فراغ في شارع فرعي أو زقاق، ويتمادى هؤلاء بتثبيت رقم موبايل صاحب «الكرين»، وهو لا يعلم أنه دليل إدانة ضده بانتهاك حرمة الأمكنة العامة، ولكن من يحاسب هؤلاء، وفي يقيني هذه العبارات والإساءات في قلب العاصمة، لا تستفز أحداً من أمانة
بغداد.
***
اتخذ بعض الباعة وأصحاب المهن من سياج المدارس أماكن لبيع الخضراوات أو لخدمات تصليح الدراجات أو الباعة الجوالين وغالباً ما ترافق عمل هؤلاء الأصوات العالية، ونحن ندرك تماماً أن للمدارس حرمة لا يمكن المساس بها، بوصفها صرحاً علمياً وتربوياً وينبغي أن تتمتع بالأجواء المناسبة لتلقي المعرفة، ولعل من شروط بناء المدارس ابتعادها عن الأماكن الصاخبة التي تعرقل المسيرة التربوية.