الأخ الفاضل:

استراحة 2023/01/08
...

كثير من عاداتنا السلوكية الخاطئة تتشكل في الطفولة. 

فالعناد بمعنى ألا يعمل الطفل بما يؤمر به، أو يصر على فعل  يخالف إرادة الوالدين، حالة شائعة عند الأطفال، والتخلص منها أو تثبيتها يتوقف على طريقة تعامل الوالدين مع هذه الحالة.

فإن فهما أن عناد الطفل حالة طبيعية واعتمدا أسلوباً «مرناً» في التعامل معه، خف عناده تدريجياً وتخلص منه، وإن فهما أن عناده هو تحدٍ لهما وعصيان لأوامرهما وتعاملا معه بقسوة، أدى ذلك أما إلى أن يكون خانعاً خائفاً وانعزالياً، أو أن عناده يترسخ لديه ويصبح صفة ثابتة في شخصيته حين يكبر ويتجسد في: عدم القدرة على التعاون، وفقدان المرونة، وسرعة الغضب، وعدم السيطرة على الانفعال الذي يفضي إلى التهور، ويبدو لنا أنك مررت بهذه الخبرة في طفولتك، ولا يمكن قطعاً أن تكون ظهرت لديك فجأة حين بلغت الرشد.

    أما (الحقد) فهو حالة سيكولوجية، ينشأ أصلاً من (الكره) ثم يتطور لينتهي بالانتقام. 

وهذا يعني أنه مرحلة وسطى(كره – حقد – انتقام)،إن لم يعالج، بلغ مرحلته الثالثة.

ولهذا فإن الأمر يتطلب أن تتحرى الأسباب التي أدت إلى نشوء الكره لديك.

وهذا يعني أن زيادة الكره تؤدي إلى نقصان الحب، لأنهما انفعالان متضادان، فلماذا تراجع الحب عندك وتطور الكره إلى حقد لديك؟

   يمثل الحب، بمعنى من المعاني جوعاً للمتعة والمودة والألفة والسرور والصحبة الدافئة، فهل كنت محروماً في طفولتك ومراهقتك من 

الحب؟

أعني، هل أن أسرتك لم تشبع عندك هذه الحاجة، فانطفأت لديك شمعة الحب التي تضيء داخلك بالرومانسية، وتنمي لديك الحاجة لأن تكون محبوباً، وترى الآخرين بحاجة لأن يحبوك أيضاً؟

أظن أن هذا هو الذي حصل لك، لأنه حين يتراجع الحب في النفس البشرية يتقدم الكره ويسيطر عليها، وهذه معادلة لا تقبل الخطأ.

     قلنا لك هذا لتعرف أنك ما خلقت عنوداً، و لا جبلت حقوداً، إنما صنعتك أساليب تنشئة أسرية خاطئة، وإنك تحصد في رشدك ثمار بذور (ضارة) زرعت في طفولتك.

وعليه فإن معالجك النفسي الأول هو أنت، ويمكنك أن تكون طبيب نفسك بعد أن كشفنا لك (العلّة).

وعليك بهذه النصيحة: إذا صرت عصبي حيل وتريد تضرب زوجتك.. خذ أي شيء غير مؤذ واضربه بالأرض، واياك أن تضربها، فقانون مناهضة العنف الأسري راح يعاقبك بسجن لو غرامة لو 

اثنيناتهم.

 أخيراً يا أبو عناد.. خذ هذا العدد من جريدة الصباح لزوجتك.. ففيه ما يجعلها تفهمك من جديد وتداريك بقلب محب.. مع خالص 

مودتنا.