حرية الإنسان في أن يفرح

آراء 2023/01/08
...

 سعد العبيدي 


عشرون عاماً مضت وفي كل نهاية عام منها، وبداية آخر تثار قضية الاحتفالات برأس السنة الجديدة في بعض الأواسط السياسية والدينية، وإلى المستوى الذي يحاول فيه البعض 

عدّها إثماً يرتكبه الشباب عند التعبير عنها احتفالاً جماعياً فرحاً في الشوارع والأماكن العامة، ولو جاز لنا النقاش تجاوز مسألة اإاثم والتحريم

التي لم ترد في عموم الأديان السماوية، ونتوجه لنقاشها ظاهرة اجتماعية من الجوانب النفسية، عندها يمكن وضع موضوعها في اتجاهين متناقضين (الفرح والحزن)، وعند التفتيش بينهما عن مقادير الأثر على الحالة النفسية والعمل في الحياة نجد أن المشاركة في هكذا احتفالات عادة ما تشعر المحتفلون بقدر عال من الفرح، وبصدده لا يختلف 

المختصون عن غير المختصين من أن الفرح سعادة، تساعد على 

إزالة الانفعالات السلبية العالقة، وتفتح مجالات الأمل بحياة أفضل، إذ يسعى المعنيون الحاصلون على جرع فرح عالية إلى السير في 

خطى البهجة والمسرة لما بعد الحدث، وهذا ما يحتاجه الشباب  في 

مجتمعنا الذي يملأ الإحباط، واليأس خلايا عقولهم ثم أن 

لفرح الجماعي ومشاركة الآخرين لحظته، ألفةً ومحبةً 

وأخاءً بين مجاميع الشباب، مسألة أخرى يحتاجها مجتمعنا الذي يعاني شبابه، أو بعض شبابه من الغضب والنفور، ونجد في المنع 

والتقييد حرماناً يرقى إلى الحزن، شعور لا خلاف أيضاً عن آثار يتركها  تؤدي إلى الكسل وعدم الرضا، ونوع  من الغضب قد  يصل أحياناً إلى 

التمرد على المجتمع، وهو في مجمله نوعٌ من السلوك الشاذ لا يتوافق

مع الطبيعة والقيم والتقاليد، على هذا لا بد من للمعنيين في هذا 

المجتمع من ساسة متدينين، وعلماء دين سياسيين الموازنة بين الفوائد والمحاذير 

لهذين النقيضين، ووضع حالتهما في باب الحريات الشخصية، التي

باتت حقاً مشروعاً، وألا يحشروها في زوايا التحريم وعدم 

الجواز، ويتسببوا في تنشئة أجيال متوترة غاضبة لا ترى متعة في الحياة، ولا تعمل شيئاً من أجل هذه الحياة.