محمد صادق جراد
مرت المؤسسة العسكرية العراقية بمحطات مضيئة وأخرى خطيرة على مدى أكثر من قرن من الزمن حيث سجل الجيش العراقي تاريخا من البطولات والمواقف الوطنية الخالدة في مراحل معينة من تاريخه، وعبر العديد من المعارك الخارجية، سطّر من خلالها انتصارات كبيرة عبرت عن وطنية هذه المؤسسة وايمان افرادها بمفاهيم حب الوطن والتضحية في سبيله والدفاع عن وحدة اراضية.
ولا بد من الاشارة هنا إلى ان مرحلة ما بعد احداث 2003 كانت نقطة تحول في تاريخ الجيش العراقي، حيث تمَّ حل المؤسسة العسكرية لتواجه تحديات كبيرة وخطيرة كانت الأصعب خلال مسيرة هذا الجيش.
وبغض النظر عن صحة قرار حل الجيش من عدم صحته، وجدنا انفسنا امام جيش عراقي جديد أريد له أن يتناسب مع مرحلة مابعد سقوط النظام السابق، وكان عليه ان يتحلى بالايمان بوحدة العراق، وان يلتزم بمفاهيم حقوق الانسان، ولقد بدأ التدريب على ذلك فعلا، إلا أن هذه الوحدات الجديدة واجهت تحديات كبيرة كان اهمها الحرب الاعلامية من قبل جهات معادية للعراق، اضافة إلى تحريم الانخراط في صفوف هذه الوحدات من قبل المؤسسات الدينية المتطرفة واصدار فتاوى بقتل كل من ينخرط في صفوف الجيش الجديد، الأمر الذي جعلنا امام اتهامات بالطائفية والمناطقية كانت تشكل خطرا حقيقيا على نجاح الجيش العراقي الجديد في مهامه الوطنية في حماية التجربة الديمقراطية ما بعد سقوط الدكتاتورية.
ومن اجل ان نكون منصفين علينا الاعتراف بان الجيش العراقي الجديد قدم الكثير من التضحيات منذ تاسيسه، وهو يواجه اعتى هجمة ارهابية وطائفية قامت بها العصابات الارهابية القادمة من الخارج، علاوة على تقديمه الكثير من التضحيات في تحرير المدن العراقية من العصابات الارهابية، التي كانت تستهدف وحدة العراق في محاولة لتاجييج العنف الطائفي بين مكوناته.
وأخيرا نقول بأن الشعب العراقي أدرك بأن هذا الجيش هو جيش كل العراقيين بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم، وانه الضامن الوحيد لأمن وسلامة المجتمع والوطن، وعلينا جميعا أن ندعمه ونقدّر تضحياته التي ستبقى في سجل هذا الجيش الباسل.