«عطلة.. لا مو عطلة»

آراء 2023/01/09
...

 حيدر جبر التميمي


عندما كنت أقتني مفكرة العام، بداية كل سنة (وذلك في سنوات العهد السابق). درج مصممو المفكرة على أن يدرجوا فيها مجموعة من المعلومات العامة مثل خارطة العراق، الشعار الجمهوري، المسافات بين المحافظات، دول العالم وعواصمها... الخ. كما تدرج المناسبات والعطل الرسمية. المفكرة تتيح للفرد ترتيب أعماله اليومية والشهرية والسنوية، وتتيح له ضبط إيقاع عمله وجدولتها دون هدر في الوقت.

اما اليوم فيبدو أن القائمين على تصميم المفكرة وطباعتها أصبحوا في حيرة من أمرهم، في ما يخص موضوع المناسبات والعطل الرسمية فأثروا عدم ذكرها.

تمرُّ علينا مجموعة من المناسبات خلال العام، ويزداد اللغط قبلها بأيام وتكثر الأقاويل (عطلة، لا.. مو عطلة)، وليس هناك من يفصل في هذا الموضوع وبوقت مبكر حتى يقطع نزاع القوم. 

ومن الواضح أن هناك أكثر من جهة لتحديد العطلة (المحافظات ورئاسة الوزراء). وهناك دوائر تعطل، متى ما أعلنت المحافظة عطلة رسمية وغيرها لا تعطل. 

حدث معي في يوم من تلك الأيام إن ذهبت إلى مكان عملي، وعند وصولي، لم أجد إلا الحرس، فقيل لي أعلنت عطلة رسمية الساعة الواحدة ليلاً أيعقل هذا، وفي مرة أخرى بقيت ساهرا انتظر إعلان رئاسة الوزراء عن العطلة، ففزت بمعرفة الخبر. غير أني ومع خروجي صباحا رأيت العديد من الطلبة أمام أبواب المدارس الابتدائية المجاورة لنا، وهم يعودون من مدارسهم، بعد استعدادهم واستيقاظهم واهليهم، لبداية يوم دراسي، يفاجئون بالعطلة. والحراس يقولون للتلاميذ ارجعوا بارك الله فيكم وعليكم إلى بيوتكم، فاليوم صارت عطلة!

في المناسبة الاخيرة ازدادت الشائعات بوجود عطلة ومن قبل اسبوع، عطّلت المحافظات واحدة تلو الاخرى (البصرة أولا، ثم واسط، الديوانية، المثنى، ذي قار، بابل، بغداد ) وكانت ميسان قد التحقت بالركب يوم الاثنين بعد الظهر معلنة أن يوم الثلاثاء عطلة.

لم تحدد رئاسة الوزراء موقفها، من هذه الشائعات، وذكر المتحدث الرسمي لرئاسة الوزراء (حيدر مجيد) في حديث للسومرية نيوز انه (إلى هذه اللحظة لم تردنا أي معلومات بشأن عطلة يوم غد الثلاثاء). وهذا النص منشور على منة السومريو نيوز (2023-01-02 11:32).

أي أن الامانة العامة لرئاسة الوزراء وهي المسؤولة الأولى في البلد لم تحسم بالنفي أو الايجاب (حايرة مثلنا نحن المواطنين، عطلة لو مو عطلة)، والمحافظات تعطل دون تنسيق معها أيمكن هذا؟!.

كيف للطالب والتدريسي وغيرهم كثر، أن يرتبوا أمور دراستهم ومواعيد امتحاناتهم وخططهم الدراسية، ما يتسبب بإرباك كبير.

بعد التحية للمسؤولين وعلى جميع المستويات (محافظين ورئاسة وزراء)، اجلسوا واتفقوا على الأقل في المناسبات المحددة والمواعيد، واحسموا أمركم واريحوا العباد باتخاذ قرار ويكون على وقت مبكر.