حماية اللغة العربيَّة

آراء 2023/01/10
...

 نجاح العلي

من حقنا أن نفخر بلغتنا وثرائها التأريخي واللغوي وبلاغتها ومدلولاتها الدقيقة والبليغة؛ فيعود تاريخ اللغة العربية إلى القرن الأول قبل الميلاد.

 ووجدت محفورة بشاهد على قبر ربيبل بن هفعم مكتوب بالخط المسند عثر عليه بمنطقة تقع جنوب غرب شبه الجزيرة العربية، ثم تطورت اللغة العربية، بعد أن اختارها الله عز وجل لغةً للقرآن الكريم، وأضيفت لها النقاط في القرن الاول من العصر الاسلامي ثم تطورت لتصبح علما يضم علم التصريف وعلم النحو وعلم المعاني وعلم البيان وعلم البديع وعلم العَروض وغيرها من العلوم.

ومع انتشار الاسلام تخطى عدد اللغات التي أصبحت الحروف العربية أساسية لكتابتها 25 لغة، منها الفارسية والكردية والأردية والكشميرية والبنجابية وغيرها. وفي الثامن عشر من كانون الاول عام 1973 تم إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغة العمل في الأمم المتحدة. 

وحسب المصادر والمراجع ومعاجم اللغة العربية، فإن عدد كلمات اللغة العربية يبلغ اكثر من 12 مليون كلمة دون تكرار، في حين أن عدد كلمات اللغة الانكليزية 600 ألف كلمة. أما عدد كلمات اللغة الفرنسية فلا يتجاوز 150 ألف كلمة، والروسية 130 ألف كلمة، بينما يبلغ عدد مفردات اللغة الصينية 122 ألف كلمة، وعدد كلمات اللغة التركية 111 ألف 

كلمة.

هذا الغنى التاريخي للغتنا العربية التي يتحدث بها اكثر من 500 مليون انسان يقابله تراجع كبير في استخدام اللغة العربية تلفظا وكتابة بفعل اشاعة استخدام اللهجة الشعبية في الحديث اليومي، وفي مواقع التواصل الاجتماعي وفي الاعلام والغناء والشعر الشعبي، حتى المخاطبات الرسمية والبيانات والبحوث العلمية والصحف والمجلات والمطبوعات لا تخلو من الاخطاء اللغوية والنحوية؛ وهذا الامر يستدعي الاهتمام باللغة عبر وسائل الاعلام، خاصة برامج الاطفال وزج الموظفين وطلبة الدراسات العليا بدورات لغوية إجبارية لتحسين لغتهم وتطويرها، حفاظا على لغتنا من الاندثار والنسيان.