تعاقب الأعوام وثبات الأحلام

آراء 2023/01/10
...

  طالب سعدون


من مأثور القول (إذا ذهب يومك ذهب بعضك)، فكيف لي أن أحتفل بانقضاء عام من العمر يقربني من الأجل، أو أضيع العمر بما لا يفيد وهو بحساب الزمن والاحصاءات العالمية عن متوسط عمر الإنسان (اكثر من سبعين عاما بقليل) أيام لا تتعدى 25 ألف يوم؟ كيف لي أن أفرح بتقطيع أوصال عمري جزءا جزءا إلى أن أغدو نسيا منسيا، الاجابة وجدتها في دعاء للإمام السجاد (ع) "اللهم إجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والوفاة راحة لي من كل شر)، وعندها يكون حساب الأعمار بالأعمال وليس بالأعوام.

ومع نهاية العام يبدأ موسم العرافين، فتجد من بين الناس ومنهم سياسيون ومتعلمون ورجال اعمال يتابعون هؤلاء ويربطون مستقبلهم بما يقولونه، تراهم يميتون هذا ويمرضون ذاك، ويطلقون هذه، ويزوجون تلك، ويزيلون دولا وافرادا وزعماء   مجالات مختلفة، وكأن الفلكيين والعرافين والمنجمين هم الذين يرسمون مستقبل العالم في العام الجديد ويحددون شخصياته، وليس السياسيين، والحكام 

والدول.

وأمنية الاماني عند العراقي الا يسمع كلمة اسمها المحاصصة، لأنها أخذت الحق من مستحقه، وأن تعود الأموال المسروقة من حيتان الفساد التي التهمتها، وما أحوج الناس اليوم اليها، وتتخلص الأرض من استباحة الغرباء، وتكالب الأعداء، وأمنية الاماني أن يكون الإنسان أغلى من البرلمان، في الأمن، والحماية، والامتياز والوظيفة والراتب والمكاسب، وأن يضمن لطفله مستقبلا يوفر لأمه قبل مجيئه صحة ورعاية، وللأب موردا يضمن حياة كريمة، وبعد مجيئه حضانة وروضة، ومدرسة وجامعة شومسكنا.

السنوات تتعاقب والأحلام ثابتة عند هدف علّه يتحقق وهوأن تسود لغة التسامح والمحبة ويعم الامن والاستقراروالسلام، في هذا العالم المضطرب المليء بالازمات والكوارث، وتنتهي نزعة الانتقام، وعندها يكون لتعاقب الاعوام معنى، وللأحلام جدوى.