وائل المرعب يكسر عزلة المهجر الكندي بالتشكيل والكتابة

منصة 2023/01/10
...

وعبر هذا الدور الفعال، يسعى المرعب إلى كسر العزلة في كندا، البعيدة عن أرض الوطن، ومد الجسور نحو الجذور الأولى، في الوقت الذي يؤسس فيه مشهدا عراقيا داخل كندا نفسها على رغم أن «النشاط الثقافي والفني في عموم كندا متواضع جدا، بسبب الطبيعة الفلاحية للغالبية من مواطنيها، فهم مزارعون يتعاملون مع الأرض وريعها»، كما يقول في حديثه لـ «الصباح».

ويتحدث المرعب عن «تواصل دائم مع الأدباء والكتاب والفنانين، ومع المبدعين العراقيين، في داخل الوطن وخارجه».

 ويقرّ المرعب في صعوبة التواصل مع الفنانين الكنديين، «فهو جدا متواضع ويقتصر على المثقفين والفنانين العراقيين، الذين وفدوا إلى كندا واستقروا بها منذ سنين بعيدة».

ويتحدث المرعب عن أعماله في سنوات المهجر، وكيف أسس له أسلوباً خاصاً في التشكيل بعد تجربة طويلة، فيقول إن «الغالبية من الأعمال التي أنجزتها في كندا تنتمي إلى التعبيرية المعاصرة، وهي امتداد لإنتاجي الإبداعي السابق، وقد صبغت ثيمة الموسيقى أغلب الأعمال، حيث أقمت معرضين شخصيين في أبو ظبي ومعرض شخصي في مدينة تورونتو الكندية، وكان الموضوع الرئيسي لغالبية اللوحات هو موضوعة الموسيقى، والآن أخوض تجربة معاصرة أكثر، حيث يغلب التجريد على جميع لوحاتي مع الاحتفاظ ببصمتي وهويتي الخاصة بي» .

وفي نية المرعب، إقامة معرض شخصي في بغداد لينتقل بعد ذلك الى عمان.

ويتحدث المرعب عن أن «طبيعة العلاقات الاجتماعية في كندا وفرت لي فرصة جيدة للتواصل مع المبدعين العراقيين، وقد عملت الجمعية العراقية الكندية وكذلك التيار الديمقراطي العراقي على توثيق الصلة، بين أفراد الجالية عبر إقامة ندوات ثقافية وفنية».

والمرعب، حاصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة والاقتصاد، وتتلمذ على أيدي الأستاذين الرائدين في الفن التشكيلي، سعد الطائي، وشاكر حسن آل سعيد في مرحلتي المتوسطة والثانوية.

ودرس المرعب أيضا في المعهد العالي للفنون في بيروت، كما عمل رساماً في الصحافة منذ أواخر سبعينات القرن الماضي حتى العام 1991 في مجلات وصحف مثل فنون، ألف باء، مجلة آفاق عربية، الجمهورية، الأديب المعاصر.

وأقام المرعب عشرة معارض شخصية في بيروت، وأثينا، وعمان، وأبو ظبي و تورونتو بكندا، وأربعة معارض في بغداد.

وقبل هجرته، عمل المرعب في دائرة الفنون منذ العام 1985 ولمدة عشر سنوات، مديرا لقاعة الرشيد، ومديرا للمتحف الوطني للفن الحديث، ومدير جناح الفن العراقي المعاصر في مركز الفنون في شارع حيفا.

وتوسع المرعب في مجالات الابداع الى الكتابة في المقال والقصيدة، ونشر ديوان شعر حمل عنوان (ضربة فرشاة)، كما كتب الرواية، ومن المؤمل إصدار روايته (المتعبون بلا مسيح) قريبا. 

  ولوحة المرعب عن الأحياء التراثية البغدادية، أثارت ذكريات العراقيين عن دروب بغداد وأزقتها، فكتب هشام الرفاعي عنها في الـ»فيسبوك»، بأنها «أرجعته عشرات السنين إلى الأيام الجميلة عندما كان في الاعدادية المركزية، حيث معظم الأبنية من هذا الطراز الجميل».

وعلى صفحته التواصلية، نشر المرعب لوحة للريف العراقي وهي من أعماله الواقعية التي أنجزت العام 1988، لتثير اهتمام المتابعين، من ابناء الجالية العراقية في المهجر، إذ هيجت فيهم الحنين إلى الوطن، كما أثارت عواطف عراقيي الداخل، الذين يثمنون تواصل العراقيين المغتربين مع الجذور الاولى في الوطن.