لغة الجسد

منصة 2023/01/11
...

  حيدر كاطع المرشدي 

هناك أخطاء شائعة في لغة الجسد بحسب علماء النفس، فأنها قد تؤدي إلى خلق سوء تفاهم مع المخاطب، لذا يفضل تجنبها، ومن بينها، الحركات غير المرغوب فيها، حيث توحي إشارة فتح راحة اليدين وإظهارها إلى أنه ليس هناك ما نخفيه، أي أنه واضح وصريح في حين ضم الدراع مثلا، يوحي إلى التوخي والحذر من الشخص المخاطب، وتظهر عدم الاتزان والرزانة وتشير كذلك لعدم الثقة بالنفس.

أما عند امتناعك عن إظهار الابتسامة أثناء اجرائك لعملية تواصل ما حينها تعطي انطباعا للمخاطب أنك تضع حاجزا بينك وبينه، أو غير منفتح على الآخرين. بينما يشير تشبيك الساعدين أثناء عملية التواصل على أنك شخص غير اجتماعي بطبعه، أو غير موافق على ما يقوله الآخرون. ويؤدي عدم الثبات في كلماتك أو في ما يخص تعابير الوجه إلى أنه يوجد خطب ما أو تحاول اقناع الناس بشيء غير صحيح، الشيء الذي يقودهم تلقائيا للسك في كلامك وعدم تصديق ما تقوله. وعند تواصلك مع الآخرين يجب عليك أن تبقي نظرك مركزا في أعينهم وألا تتجنب ذلك، لأن العكس يوحي لهم وكأن لديك شيئا تخفيه أو تحاول الكذب عليهم. بينما يدل التراخي على عدم احترام الغير، كما يوحي كذلك إلى شعورك بالملل اتجاه الحديث الذي تتناولونه كأنك تريد أن تقول المخاطب ما هذا الموضوع الذي تحدثني فيه؟ أيجب أن أستمع لك حقا؟. 

وتشير علامة التململ في علم النفس مثل قيامك بلمس وتصفيف شعرك بأنك شخص قلق إزاء شيء أو شخص ما ومشتت الذهن، كما يمكن أو يوحي ذلك للناس أنك شخص تهتم بالمظاهر الخارجية والجسدية أكثر من الجوانب الداخلية أو أنك غير مسؤول اتجاه قرار ما. كما وترمز اشارة النظر المتكرر إلى الساعة بأنه قد نفذ صبرك، أو أن المخاطب يضيع وقتك، ولها دلالات كثيرة أيضا على سبيل المثال عدم الاحترام، التهور، الأنانية، التعجرف.. مما يؤدي إلى ارسال رسالة بطريقة غير مباشرة للمتلقي تعبر له فيها أنه لديك أشياء أفضل وأهم للقيام بها. 

وعند مصافحتك لشخص ما ببرودة تامة فهذا يوحي له على أنك إنسان تفتقر للسلطة والثقة في النفس، في المقابل نجد أنه المصافحات القوية تدل في علم النفس على فرض السيطرة، كما يعتبرها البعض محاولة عدوانية للهيمنة على الشخص المخاطب. وهو أمر سيئ كذلك. لكن لا داعي للقلق لعلاج هذا الاشكال نقترح عليك تكييف مصافحة معينة لكل شخص حسب مكانته الاجتماعية وحسب نوعية التواصل والعلاقة التي تجمعكما. فمثلا سلامك على مدير شركتك ليس هو سلامك على صديقك. 

كما ولا يجب أن تقترب أكثر من الازم من المخاطب ولا أن تبتعد عنه كل البعد فكلاهما خطأ. إذا كنت تقترب كثيراً من الشخص المخاطب أقرب من مسافة قدم ونصف قدم، فهذا يدل أنك شخصي لا يفهم قوانين التواصل ولا يحترم مفهوم المساحات الشخصية. المسافة الصحيحة والمناسبة بينك وبين المتلقي تجعل هذا الأخير مرتاحاً أثناء التواصل معك. أما عن كثرة الضحك فهو من أكثر العلامات، التي تدل على الاستهتار واللامبالاة أثناء مخاطبتك للغير، قد يكون الضحك محمودا أثناء تواصلك مع الغير، لكن في حدود وفي أوقاته، فكما يقول المثل الشهير "الضحك بلا سبب من قلة الأدب". تلك كانت أهم المعلومات والحقائق حول لغة الجسد، مرورا بالأخطاء الشائعة التي ترتكب، وكانت ناتجة عن عدم معرفتنا لمعانيها وتأويلاتها الحقيقية، فبتجنب هذه الأخطاء قد يساعد ذلك في تكوين علاقات أحسن وأفضل على جميع المستويات.