عندما يصغي الوزير

آراء 2023/01/14
...

 د. مضاد عجيل


 الإصغاء الفعّال سمة من سمات القيادة الناجحة، وهي سمة يفتقد إليها أغلب المسؤولين والقيادات، لأنهم يعتقدون اعتقاداً خاطئاً بأنّهم الأقدر والاجدر على إدارة الحوار وتلقين الآخرين، لذلك نجدهم يفتقرون إلى الاستماع  ولا يسمحون للمقابل في التعبير عن همومه ومتطلباته واحتياجاته.

 كسر وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي هذا النمط من الحوار الاحادي التلقيني، عندما تفقد مجمّع النصر للأقسام الداخلية الخاصة بطلبة كلية الطب وطب الكندي في جامعة بغداد، واستمع إلى احتياجات الطلبة ومشكلاتهم وطلباتهم  ومقترحاتهم، بشأن بيئة الأقسام الداخلية ومؤشرات تحسين الخدمات، التي يقدمها القائمون على المجمع.

  العبودي ليلاً وجهاً لوجه مع الطلبة عبر الإصغاء الفعّال، والحوار الثنائي المنتج،  القائم على الصدق والثقة بأريحية عالية، من دون بيروقراطية وتعقيدات، وسمح للطلبة في التعبير عن مشاعرهم وانفعالتهم، والصعوبات التي تواجههم، مركّزا على واقعهم المعاشي للارتقاء به، وتقديم الحلول السريعة لأغلب المشكلات التي تواجههم، من أجل تيسير مهمتهم في التعليم، وخلق بيئة دراسية جيدة ومريحة لهم، وتحسين أوضاعهم.   أكاد اجزم وانا المتابع لحركة الوزراء السابقين في التعليم، أن العبودي هو الوزير الميداني الوحيد، الذي تفقد الطلبة ليلا، وانتبه على هذه القضية المهمة المتعلقة بطلبة الاقسام الداخلية وأحوالهم، لإدامة التواصل التربوي، بعد غياب طويل للإصغاء في الفضاء التعليمي، والذي يشكّل أحد عوائق التواصل وأهمها، والذي يفرغ العملية التعليمية من بعدها الإنساني والتربوي.