جواز السفر الإلكتروني.. نافذة العراقيين على العالم

ريبورتاج 2023/01/16
...

  نافع الناجي 

تعتزم وزارة الداخلية إطلاق جواز السفر (البايومتري) الإلكتروني خلال العام الجاري، بمواصفات وخصائص فنية وأمنية عالية الجودة، فضلا عن حمله لبصمة الوجه والعين، ما يجعل عملية تزويره غاية في الصعوبة.

علامات أمنيَّة

 وزارة الداخلية أعلنت أن موعد إطلاق النسخة الجديدة من الجواز (البايومتري) الإلكتروني سيتم حال الانتهاء من تصميم الشكل النهائي للجواز من الناحيتين الأمنية والفنية، في الوقت الذي أشارت فيه إلى أن الجواز الجديد سيحمل ما بين 15 إلى 18 علامة ومواصفة أمنية ظاهرية ومخفية، ما يجعل من الصعب جداً تزويره أو التلاعب به، فضلاً عن أنه سيحمل شريحة ممغنطة (سيم كارد) التي ستكون قادرة على إظهار جميع البيانات والمعلومات المتعلقة بالشخص حامل الجواز. وسيحمل أيضاً مربعاً صغيراً في أسفل الغلاف الخارجي للدلالة على أنه نسخة إلكترونية من وثيقة السفر (بايومتريك باسبورت).


مواصفات دوليَّة 

 الخبير التقني المهندس علاء محمد الأسدي، أوضح أن "الجواز الإلكتروني الجديد سيكون ملبياً لتعليمات منظمة الطيران المدني الدولية من حيث الخصائص والمواصفات المتطورة". وأضاف "لقد ألزمت قرارات المنظمة الدولية جميع الدول بتحويل كل جوازات مواطنيها، من المقروءة يدوياً إلى القراءة الإلكترونية ثم إلى الجوازات (البايومترية) وهو نظام معمول به حالياً في 97 بلداً حول العالم". ولفت الأسدي إلى أن "فكرة إصدار الجواز الجديد قدمت لوزارتي الداخلية والخارجية وللحكومة العراقية في العام 2018 ضمن مبادرة لرفع مستوى كفاءة جواز السفر العراقي دولياً، أسوة بدول عديدة في العالم الثالث تحولت إلى هذا النوع منها إيران، الصومال، موريتانيا، السودان ودول عديدة أخرى". 


توأمة إلكترونيَّة 

من جهته كشف مدير الجوازات العامة العميد ماجد عدنان عن أن الجواز الالكتروني سيكون بمواصفات قوية جداً، وعلاوة على حمله لعشر بصمات للأصابع، فإنه سيحمل أيضاً بصمة الوجه والتي لا توجد في جواز السفر الحالي. ومن شأن البصمة المذكورة تمكين الأجهزة المختصة وإنفاذ القانون وضباط الجوازات من التعرف على البيانات والمعلومات الخاصة لصاحب الوجه بعد عرض وجهه على أجهزة الحاسوب الخاصة، والقضاء على مشكلة تشابه الأسماء، ما يسهم في تعزيز الأمن. وأضاف العميد عدنان: أن "إصدار الجواز الإلكتروني سيكون ضمن مشروع التوأمة الالكترونية التي تعمل وزارة الداخلية من خلاله على ربط البطاقة الوطنية الموحدة بمديرية الجوازات لتكون ضمن شبكة معلوماتية موحدة"، واصفاً ذلك بـ "التطور التكنولوجي ونقله نوعية في تيسير إصدار الجوازات بسلاسة للمواطنين واختزال العديد من المعوقات السابقة". وزاد مدير الجوازات العامة "لقد تم التنسيق مع وزارة الاتصالات لغرض نصب البوابات الالكترونية في جميع المطارات الدولية والتي وصلت إلى مراحل إنجازٍ متقدمة لتكون مهيأة لاستقبال المسافرين من أصحاب الجواز الإلكتروني".


 تصنيفات دوليَّة

 الخبير المهندس علاء محمد الأسدي، قال: إن "شروع العراق باعتماد النسخة الجديدة المطابقة للمواصفات العالمية المعتمدة، سيسهم بتحسين موقع البلاد في تسلسل وتصنيفات جودة الجوازات عالمياً". وأضاف "أنها إحدى متطلبات (الاي كاو) للارتفاع "بالرانك" للجواز العراقي وتحقيق مقبولية جيدة له". وسبق أن طالبت مؤسسة (هيرلي باسبورت أندكس) التي تصنف الجوازات عالمياً وفقاً لمعايير محددة، بتحسين مواصفات الأمان للجواز العراقي من خلال مجموعة من المتطلبات، كي يتقدم في مؤشرات وتصنيفات هذه المؤسسة على المستوى الدولي. وأولى المتطلبات كانت إعادة إصدار الجواز مصحوباً بشريحة المعلومات (البايومترية) الممغنطة، وتبيان العلامات الفارقة بالوجه، مثل حجم الأنف، المسافة بين العينين، وبصمة العين التي تعد أحد أهم المحددات الرئيسة في الجواز البايومتري. 


التعقّب الإلكتروني 

ويشير الخبير الأسدي إلى أن "الشريحة الممغنطة تضفي حماية على منظومة البيانات لكل مسافر وتسهّل عمل ضباط التحقق والتدقيق في المنافذ والمطارات"، لافتاً إلى خطأ المقولة المتوقعة بأن جواز السفر ما دام يحتوي على شريحة إلكترونية فإن ذلك يضعه تحت المراقبة ويصبح قابلاً للتتبع. لكن الحقيقة هي أن شريحة الجواز الممغنطة ليست شريحة هاتفية عادية للاتصال المتعارف عليه، بل هي شريحة معلومات غير قابلة للتتبع الإلكتروني وغير مربوطة بمنظومة إلكترونية عن طريق الإنترنت. فهل ينجح العراق بمنجزه الإلكتروني الجديد ويصبح في مصاف البلدان المتقدمة في تطوير الخدمات لمواطنيه لتمكينهم من السفر بشكلٍ آمن بجواز سفر موثوق وملبٍ لمعايير المنظمات الدولية؟.