إياد الشيباني: الريف جعلني أرسمه بشغف

منصة 2023/01/18
...

  الديوانية: عباس رضا الموسوي 


حبه للطبيعة وما اكتنزه الريف من مناظر خلابة أبعده عن التمثيل وقربه من الرسم، فراح يرسم ما يراه من جداول متعرجة وأشجار باسقة ومياه منسابة وطيور غادية، وغيرها من أشياء جميلة تأثر بها منذ طفولته وهام بها حباً.  

سطع نجم الفنان الدكتور أياد الشيباني منذ بداياته لجمالية منجزه الإبداعي الذي تتحدث أغلب موضوعاته عن جوانب من الحياة التي نعيشها، فضلاً عن دراسته للفن، حيث نال البكالوريوس فنون جميلة فرع الرسم في كلية الفنون الجميلة بغداد 1990 والماجستير فنون تشكيلية رسم من جامعة بابل عام 2010 ودكتوراه فلسفة فن من الجامعة الوطنية الماليزية UKM 2020.

وعن بداياته الأولى مع الرسم وأبرز اساتذته يقول الشيباني الذي يشغل الآن رئيس قسم الفنون في معهد الفنون الجميلة في الديوانية: تلمذت على يدي أساطين الفن التشكيلي، وعلى رأسهم مؤسس الرسم العراقي المرحوم فائق حسن، ووليد دشيت، ومحمد صبري، واسماعيل الشيخلي، وكاظم حيدر، ومحمد غني حكمت، وغيرهم.

وبخصوص واقع الفن في العراق عموماً والديوانية على وجه الخصوص، يقول: واقع الفن التشكيلي هو نسخة من الواقع العراقي الشامل الذي يمر به البلد، وهو انعكاس حقيقي للضرف التاريخي الحالي بكل جوانبه، إذ يحمل في جوفه كل هذه المتناقضات سلبياً وايجابياً، ولكن رغم ذلك يبقى الرسم العراقي بالذات في طليعة الفنون وهو مستوى معروف ويشار له بشكل حقيقي، لأنه فن راسخ وله أسس قوية وضعتها أجيال متعاقبة من كبار الفنانين المؤسسين على الرغم من كل ما دخله من "نشازات" وشخصيات فنية هشة حالها حال الواقع العراقي العام. 

وأضاف: أما عن الفن الديواني فأنا اقولها للأسف إنه رغم كثرة الاسماء الفنية من الذين يحملون هوية نقابة الفنانين إلا أن المثابرين والمتواصلين مع الفن والمخلصين له أو لنقل المبدعين فيه، فهم قلة قليلة ويعدون على أصابع اليد، لذا استطيع إرجاع ذلك إلى عدم التفرغ للرسم، والانشغال بصعوبات الحياة أو أنهم يرون عدم الجدوى في الاستمرار بالرسم من وجهة نظرهم، "ومع ذلك فهناك جيل جديد من الشباب والشابات يبشرون بخير من خريجي معهد الفنون وكلية الفنون وبعض الهواة، الذين استبشر بهم الخير في المستقبل "، وفقاً لتعبيرها.

وعن رأيه حول الدعم الذي تقدمه المؤسسات الثقافية للفنان ومنجزه الإبداعي يتابع: ترعى الكثير من المؤسسات النشاطات الفنية وتقدم ما تستطيعه رغم امكانياتها المحدودة، لكن في الواقع المدينة تفتقد القاعات أو "الكاليريات" الفنية المؤهلة للعرض الفني التشكيلي، كما أن اقتناء الأعمال الفنية ودعم الفنان من خلال هذا الاقتناء لم يصبح تقليداً اجتماعياً، وليس من عادة العراقيين وخاصة في ظروفنا الاقتصادية الحاضرة.

أما عن الحلم الذي تمناه ولم يتمكن من تحقيقه خلال مسيرته الابداعية فيقول الفنان الدكتور أياد الشيباني: كنت أتمنى الاحتراف الفني الكامل والتفرغ للرسم، كان حلمي أن أكون فناناً ورساماً محترفاً، لكن الوقع يفرض عدم التفرغ بسبب المشاغل العائلية والوظيفية والمعوقات، وكذلك العوامل التي تفرضها محددات اجتماعية واقتصادية تمنع الفنان من التفرغ التام لفنه وللإبداع  فيه.

وعن أبرز الأنشطة الفنية التي شارك بها خلال مسيرته الإبداعية كشف الشيباني قائلاً: لدي مشاركات ومساهمات ومعارض وجوائز لا يسع ذكرها هنا، لأنها تمتد لأكثر من 45عاماً متواصلة من الممارسة والمشاركات الفنية في داخل العراق وخارجه وفي المعارض والمهرجانات المختلفة، مثل معارض الواسطي أو الشهيد أو معارض مهرجان بابل أو جمعية التشكيليين ويوم الفن العراقي 

وغيرها الكثير.