صالحني.. مع أمي!

منصة 2023/01/21
...

أنا طالبة في الإعداديَّة، أواجه متاعب مع والدتي رغم أنَّني أقومُ بكل ما تقوله لي ولا أخطئ كثيراً، لكنها دائماً تحاول أنْ تظهرَ غضبها وعدم رضاها عنَّي أمام أبي، جربت أسلوبَ التقرّبِ منها لكنْ من دون فائدة، وتقارن بيني وبين أقاربنا، وهي قريبة لبنات خالتي أكثر مني حتى لدرجة تفضيلها بالحديث لهنَّ، ولا أجد حلاً سوى البكاء في غرفتي، أنا حساسة جداً، إذ كلما أتحدث عن أمي لصديقاتي أبكي لدرجة تم تلقيبي بالمدرسة بـ (أم دميعه).

وما يزيد حزني ودموعي تركي لصديقة عمري لانتقالنا لبيت جديد. أنا يا أستاذ منذ صغري أشعرُ بتفضيل أمي لإخواني رغم أنني الكبيرة، وتقول إنَّ أبي هو السبب لأنَّه يدللني، وأيضاً تقلل من شأني أمام الآخرين.

أتمنى أنْ أذهبَ لطبيب نفسي كي أبوح بمشاعري التي كاد صمتها يقتلني.. أنا أكتب الشعر وأول قصيدة كتبتها لجدتي رحمها الله.. وهذا ما يزيد ثقة والدي بي، لكني لم أجد التشجيع منها.

غالباً ما أجلس بجانب والدتي وأقبلّها ولكنْ لا أستجابة رغم أنَّ أمي طيبة جداً وهي مساعدة لكل الناس.. لكنها تدعي عليّ بصوتٍ عالٍ! 

أفكر في الأشياء التي تجعل الأهل يغضبون من الأبناء:

1 - المستوى الدراسي: لكني جيدة.

2 - تورط الأبناء أو قيامهم بعلاقات: لكني بعيدة كل البعد عن هذه الأشياء.

3 - عدم القيام بالواجبات المنزلية: لكني أساعد أمي بالتنظيف والغسيل.

4 - قلة الأدب: أنا محبوبة من أكثر الأشخاص الذين أعرفهم حتى أني أمتلك الميانة الجميلة مع أعمامي وأمتاز بخفة الدم.

كل ما في الأمر أنني أريد التكلم من دون خوف، وأنتَ أول شخصٍ أتكلمُ معه وأطلبُ منه المساعدة.. وأنتظر ردك بالإيميل، وسأتابع جريدة «الصباح» وصفحتكم المميزة.

سناء – بغداد

ابنتنا العزيزة سناء

بداية يعجبنا فيك أمران، الأول أنك توجهت لـ (حذارِ من اليأس) لغرض مساعدتك؛ وهذا يعني أنك مثقفة مع أنك ما زلت طالبة إعداديَّة. والثاني: أنك طيبة القلب وتسعين بصدقٍ الى أن تكون علاقتك بوالدتك طيبة.

وفقاً لما جاء برسالتك فإنك تبرّئين نفسك من كل خطأ أو تقصير نحو والدتك. وليتنا نسمع رأي الوالدة بما قلتيه فلا بُدَّ أنْ تكون لديها أسبابها، فكل مشكلة لا بُدَّ أْن يكون لها طرفان. تأكدي أولاً أنه لا توجد أمٌ تكره ابنتها، لاسيما إذا كانت بمثل صفاتك الجميلة التي ذكرتيها. ونرى أنَّ هنالك سوءَ فهمٍ بينكما ناجماً عن حساسيَّة زائدة من طرفك وتفسيراً غير دقيقٍ لتصرفاتك من قبل السيدة والدتك. فأنتِ تصفين غرفتك بأنها ملاذك الذي تلجئين إليه للبكاء، فتحتار والدتك في السبب الذي يجعلك تبكين مع أنك مدللة من قبل أبيك ولا أحد يعتدي عليك، فلا تجد تفسيراً لتصرفك هذا سوى أنَّك متذمرة من حياتك وغير راضية عن عيشتك وأنك ضعيفة الشخصية، فضلاً عن أنك صاحبة مزاجٍ متقلب، فمن جهة تصفين نفسك بأنك مرحة ومن جهة تنزوين بغرفتك وتبكين، ومن جهة تبتعدين عن أمك ومن جهة تتوددين إليها وتقبلّينها.

الشيء الجيد في كليكما أنَّ نيتيكما طيبة والحب عامر في قلبيكما، وما نقترحه عليكِ أنْ تأخذي هذا العدد من (الصباح) وتطلعي عليه والدتكِ ووالدكِ، ليكتشفا كم أنتِ طيبة ومحبة لهما، وكم أنتِ مثقفة وحريصة على أسرتك. وستثير قراءتهما للموضوع نقاشاً إيجابياً لصالحك ولصالح أسرتك الكريمة، وسيتفهمان مرحلتك العمريَّة الحساسة وحالتك النفسيَّة بعد انتقالكم لبيتٍ جديدٍ وفقدانك لصديقة عمرك، وخل نسمع أخبارك الحلوة يا حلوة.