بغداد: فرح الخفاف
ما يحدث في أنفاق سريع قناة الجيش في بغداد، يجب أن يدخل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، باعتبارها الأكثر ترميماً والأكثر ضرراً، فكل عام يتم “ترقيعها” مرة أو أكثر لتعود أسوأ من ذي قبل، فلا رقابة ولا متابعة لما يحدث، ولماذا يحدث؟!، والخاسر الوحيد هم أصحاب المركبات، الذين يقرؤون الأدعية قبل دخولهم لهذه الأنفاق، التي أصبحت أنفاق رعب لا أنفاق خلاص من الزحامات، ولربما المستفيد من ذلك هم أصحاب ورش التصليح وبيع الاطارات، إضافة إلى بائعي الشاي وكارتات الموبايل وغيرها، بسبب ما تشهده من تأخر في السير، بسبب التخسفات الشديدة وتجمع المياه.
وتقول ناهد رشيد: إنها “يومياً تضطر إلى سلك طريق سريع قناة الجيش من منطقة الصليخ إلى زيونة وبالعكس، لإيصال ابنها إلى مدرسته”، مشيرة إلى أنها “وبسبب التخسفات، خاصة في طريق العودة تستغرق أكثر من ساعة ونصف يومياً، فضلاً عن تسبب ذلك بإحداث أضرار شديدة بمركبتها”.
كما عدَّ علاء حسن (موظف)، أنفاق شارع القناة “جحيماً” له، ويقول: “ليس من المعقول أن يتم ترميم هذه الأنفاق كل عام لتعود أسوأ، هناك سر في ذلك، والجواب لدى أمانة بغداد ووزارة الإعمار”.
وأضاف أن “الغريب في الأمر ايضاً، أنني ومنذ أكثر من شهر لم أشاهد أي عامل يقوم بتنظيف او معالجة الخسفات، بينما لاحظ أغلب المارة من هناك، أن رجال المرور قاموا بوضع مادة (السبيس) لمعالجة ما يمكن معالجته وتوجهوا لهم بالشكر، إلّا أن ذلك لا يعد “حلاً”، اذ بدأ الحصى والطين يتطاير على زجاج المركبات».
ويؤكد المهندس أيوب صلاح أن “معالجة مشكلة أنفاق سريع قناة الجيش سهلة وليست بالصعوبة التي نسمع بها”، مبيناً أن “الخطوة الأولى تكمن في معالجة وتنظيف شبكات تصريف مياه الأمطار، ومن ثم صب التخسفات بمادة الأسمنت المقاوم، وبعدها الإكساء بالأسفلت”.
وتابع: أن “هذه العملية لا تستغرق أكثر من أسبوع، في حال كانت هناك جدية حقيقية، ومهندسون وعمال عددهم كافٍ.”
ويعد سريع قناة الجيش الشريان الثاني لمدينة بغداد بعد سريع محمد القاسم، اذ يتميز بموقع مهم، لا سيما أن الكثافة السكانية للعاصمة تكون في جانب الرصافة وبالتحديد شرق القناة، حيث مدينة الصدر والشعب وحي أور وغيرها، إضافة إلى أن أغلب أهالي منطقتي الحسينية والزعفرانية ومدينة بسماية يستخدمونه.
ويقول عباس كاظم: انه “يمتلك باصا صغيرا (كيا)، يستخدمه يومياً في إيصال تلاميذ وطلبة في مدرسة تقع في منطقة الغدير، لذلك يسلك سريع القناة”، مشيراً إلى تعرضه قبل أيام لحادث كاد أن يؤدي بحياته وحياة من معه، بسبب التخسفات.
اذ انفجر إطار سيارته بسبب بروز القواطع الحديدية الموجودة في نفق ساحة بيروت عند عودته الى منطقة الشعب، وارتطم بالرصيف، لكن أكد أن خبرته بالسياقة أنقذته وأنقذت من معه»، ودعا كاظم “الجهات المعنية إلى الإسراع في معالجة التخسفات والقواطع الحديدية، لا سيما مع تزايد حوادث السير بسببها”.
وأصدرت مديرية المرور خلال الأسابيع الماضية أكثر من بيان أكدت فيه بأن منتسبيها وبجهود ذاتية قاموا بردم عدد من الحفر الموجودة في أنفاق سريع قناة الجيش، مبينة أن هذه التخسفات تسبب زخما مروريا وتهدد سلامة سالكي الطريق.
وتساءل أغلب من رأى محاولات رجال المرور لمعالجة هذه الخسفات، أين أمانة بغداد او دائرة الطرق والجسور؟، ومن المسؤول عن ذلك؟
والى متى تستمر هذه الحال؟.