خطةٌ ستراتيجيَّة للنهوض بالواقع العلمي والنفسي لذوي الاحتياجات الخاصة

ريبورتاج 2023/01/30
...

 بغداد: اسراء السامرائي 



لا يقف ذوو الاعاقة والاحتياجات الخاصة مكتوفي الأيدي أمام مستقبلهم التعليمي، اذ يمضون في مواصلة مسيرتهم العلمية وسط العقبات، التي تعترض تعليمهم والمتعلقة بالبنى التحتية والدعم المعنوي لهم.
وبحسب اجتماع عقد في وقت سابق من قبل اللجنة الوطنية للتربية الخاصة في وزارة التربية مع اللجان الفرعية لتنفيذ محاور الإطار العام للتعليم المساوي، والدامج للمتعلمين ذوي الاعاقة والاحتياجات التعليمية الخاصة، فإن وكيل الوزارة للشؤون العلمية ورئيس اللجنة الدكتور عادل البصيصي أشار إلى أنه سيتم السعي لتوفير التعليم الشامل للتلاميذ من ذوي الإعاقة والاحتياجات التعليمية اسوة بأقرانهم الأصحاء، من خلال توفير بيئة داعمة لهم بغض النظر عن نوع إعاقتهم لجعلهم أشخاصاً فاعلين بالمجتمع، علما أن هذا المشروع المهم ينفذ من قبل المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع وزارة التربية، وممثلين عن وزارات الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية، والتعليم العالي والبحث العلمي.  


امتحانات وزاريَّة

يذكر أن وزارة التربية شملت معاهد الصم والبكم في الامتحانات الوزارية للصف السادس الابتدائي لأل مرة في العراق في العام الدراسي 2018 ــ 2019.

ووفقا للبصيصي، فقد تم تشكيل فريق عمل من المديرية العامة للمناهج، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني لإعداد دليل مرجعي للمناهج الدراسية، دعما لتطوير أدلة المعلمين ضمن مشروع الدمج التربوي لبناء القدرات. 


ستراتيجيَّة خاصة 

من جانبها افادت مديرة قسم التربية الخاصة في المديرية العامة للتعليم العام والأهلي والاجنبي في وزارة التربية سليمة عبد ياسر الوحيلي، بأنه تمَّ وضع ستراتيجية خاصة للنهوض بالواقع التربوي للتلاميذ، ضمن صفوف التربية الخاصة والدمج التربوي، لا سيما أن هذه الشريحة بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي مكثف للارتقاء بوضعهم بشكل عام، وتضمنت الخطة توفير بيئة خاصة بهم، والاهتمام بالامتحانات والاشراف التربوي، وإعداد أبحاث ودراسات والشراكة للأشخاص الفاعلين لتعليم اشخاص ذوي الاعاقة واحتياجات خاصة، وتعزيز دمجهم بالعملية التعليمية. 

وبينت الوحيلي أن عدد هؤلاء الطلاب يصل نحو 28 ألفا و 366 تلميذا، مسجلين في المدارس الابتدائية للعام الدراسي الحالي، موزعين بواقع 14 ألفاً و754 تلميذا، ضمن صفوف التربية الخاصة، و13 ألفاً و612 تلميذا ضمن الدمج التربوي بالمدارس الابتدائية. 

وأكدت الوحيلي أن الصفوف المعنية بهذه الشريحة من التلاميذ تقدم دعماً كاملاً، وأغلب الدارسين فيها على مدى العقود الماضية، تخرجوا ضمن كليات الطب والصيدلة، وكانوا متميزين في مسيرتهم العلمية، وتناشد الوحيلي الجهات المعنية الى دعم المعلمين الذين يتولون مهمة تعليم هذه الفئة من التلاميذ، حيث تعاني الصفوف بنوعيها من النقص الكبير بالملاكات التربوية المتخصصة بتعليم هؤلاء التلاميذ. 

موضحة أنه تمَّ اجراء مخاطبات رسمية لدعم صفوف التربية الخاصة، واستحداث درجات وظيفية لسد النقص بالملاكات التربوية ضمن هذا الاختصاص، فضلا عن مخاطبة الجهات المعنية بصدد رفد المعلمين بمخصصات مهنية، دعما للجهود التي يبذلونها، التي تعد مضاعفة لإيصال المعلومات بطريقة مبسطة لهؤلاء التلاميذ.


فرص التعلم

تشكو والدة الطفلة ريام من عدم الاهتمام بصفوف ذوي الاحتياجات الخاصة، ففي الكثير من الأحيان يعجز المعلم عن التعامل بشكل صحيح مع الطالب، وهو ينسى أن هؤلاء الطلبة لديهم مشكلات من نوع خاص، يختلفون عن أقرانهم الأسوياء.

تشير الدراسات والتقارير العالمية إلى أنه لا بد من ايلاء الاهتمام الكبير في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، اذ تحث المواثيق الدولية على منحهم فرص التعلم والمشاركة باتخاذ القرارات ودمجهم مجتمعيا، واحترام حقوقهم ووجودهم، ليكونوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع.