المصمم والفنان التشكيلي سامي الربيعي: الفن الرقمي التشكيلي.. فن عصر التقنية

منصة 2023/01/31
...

 حوار: علي إبراهـيم الدليمي

الفنان التشكيلي سامي الربيعي، هو أحد أهم طلائع مصممي الصحف والمجلات في العراق، فقد مارس الفن الصحفي منذ نهاية العقد الخمسيني وحتى هذه اللحظة. ولد في بغداد 1941، وتخرج في دار المعلمين الابتدائية عام 1958، دبلوم معهد الفنون الجميلة 1963. شارك في جميع المعارض الفنية في بغداد، أعد وقدم برامج تلفزيونية متنوعة، صمم عدداً كبيراً من الصحف والمجلات والملصقات الأخرى.

نحاوره اليوم بشأن مشروعه الجديد في عالم التصميم الرقمي وتقنياته، قائلا:

إن انطلاق الإنترنيت أحدث تحولا كبيرا في العالم، وبعد ظهور الحاسبة الشخصية في التسعينات وظهور (السوشيل ميديا) برزت عوالم جديدة وبرامج الفيسبوك والتويتر وغيرها، مما حدا بالفنان بالفنان التشكيلي أن يستفيد من تلك التقنية الرقمية فظهر الفن الرقمي لأول مرة من قبل الفنان والمخرج (اندي وارهول) أميركي أول لوحة رقمية نفذها الفنان على حاسبة تومدور شبيهة بحاسبة صخر في الثمانينات، برام نصف كيكة. لقد تحول الفنان التشكيلي من استخدام أدواته العادية في تنفيذ أعماله الفنية إلى التقنية الرقمية استخدم الألوان والفرش الافتراضية من البرامج الرقمية، كما استبدل قماش اللوحة بالشاشة الرقمية، ولغرض إخراج العمل الفني للعرض يمكن طبعه على الورق أو الكنفاس بطابعة رقمية.

* ما هي المراحل التي مر بها الفن الرقمي؟ 

- لقد مر فن الرقمي بمراحل عديدة: دجتل بينت، وفن رقمي فيديوي، وفن رقمي نحتي، وفن رقمي انميشن، وفن رقمي فوتو.. إن كل الذين ولجوا الفن الرقمي ذهبوا إلى ابتكار أساليب جديدة كل حسب اجتهاده فظهرت عدة مدارس: فن رقمي – كولاج، وفن رقمي – التركيبية، وفن رقمي السريالية، وفن رقمي أبستراك «تجريد» وعدد من الأساليب الأخرى.

* ما الفروقات بين الرسم اليدوي والرقمي؟

- إن الفن الرقمي يحمل أهداف الفن التشكيلي التقليدي «المعروف» نفسه، لكن بصورة تنفيذ كبيرة جداً وإمكانية عالية للوصول للنتيجة كاملة الصورة وبسرعة كبيرة.. إنه عالم بلا حدود في سبيل إنجاز عمل فني رقمي.

*ما الطرق المهمة في إنجاز هذه الأعمال؟

- (فن الماسح الضوئي) بحيث يرسم الفنان تخطيط للوحة أسود وأبيض أو ملون، ثم يتم مسحها بالماسح الضوئي الرقمي ثم خزنها بالحاسبة، وبعد اختيار الفلتر المناسب يدخل التخطيط في الفلتر.. انتظار لحظات تخرج النتيجة وحسب نوع الفلتر المستخدم ثم تحفظ النتيجة في الحاسبة ثم تطبع بالطابعة الرقمية على الورق أو الكنفاس حسب الرغبة لتكون جاهزة للعرض.

*متى بدأت العمل على الحاسبة؟

- بدأت استخدام الحاسبة منذ العام 1980، كانت نوع صخر وتوميدور قبل استخدام الوندوز، حيث تابعت تطور الحاسبة. وقد تبنيت فكرة توظيف التقنية في الفن التشكيلي. بدأت العمل بالفن الرقمي منذ العام 2008، حيث اعتمدت أسلوب (الفوتو دجتل) واكتشفت أسلوبا جديدا بالفن الرقمي (التلقائية)، أقمت المعرض الأول 2009، وكان مثار جدل الكثير من الفنانين (الأميين) بعلوم التقنية الحديثة.. عملت على البحث والتقصي حتى توصلت للفن الرقمي بأسلوب التجريد تارة وأسلوب الماسح الضوئي تارة أخرى.

* هل هناك استجابات من الآخرين؟

- لقد عملت على نشر أعمالي في الفيسبوك ودعوة الفنانين الشباب لولوج «عالم الفن الرقمي»، وكانت الاستجابة طيبة وجيدة، مما شجعني على تكوين (مجموعة الفن الرقمي) على الفيسبوك. وبدأنا بأربعة فنانين وأصبحنا اليوم (150) عضواً عراقيين وأجانب وعربا، ولهم مساهمات مشكورة بعرض أعمالهم الفنية من خلال مجموعة الفن الرقمي.

* ما هي خطة عمل أو منهاج جمعيتكم القادم؟

- قررنا وضع خطة سنوية مدروسة وفق ما يلي: إقامة معرض شامل لأعضاء الجمعية كافة، ومن يحب المشاركة من خارج الجمعية، على إحدى قاعات وزارة الثقافة في بغداد، مع ورش عمل بالفن الرقمي، إعداد خطط وبرامج خاصة لدورات عملية وندوات للشباب، بغية الترويج للفن الرقمي الذي غزا العالم اليوم. مد الجسور ما بين جمعيتنا والجامعات والمؤسسات المختصة بهذا المجال داخل العراق وخارجه. إصدار مجلة تعني بهذا الفن حصراً ونشاطاته ومبدعيه.